أين أحمد الجوماري ؟

المصدر ميديا – عبدالله المتقى

قلة هم الشعراء الذي يمسكون جمر القصيدة الذي يحرق خلايا الجسد كما يضيء الحياة ويصنع منها نورا يقود إلى فراديس المعنى والجمال ، وأحمد الجوماري الذي غادرنا بعد أن ألهبته هذه الجمرة ، وامتلأ بالقصيدة وسقوف مجازها ، يعتبر رائدا من رواد القصيدة المغربية ، واسما من أسماء “جيل المحرقة ” ، كما حلا للصديق إدريس تسميتهم في حوار له .

الشاعر المرحوم أحمد الجو ماري ، بدأ النشر منذ ، وصدر له ديوانان: «أشعار في الحب والموت» – دار النشر المغربية – الدار البيضاء 1979 – (105 صفحات)، و«أوراق الليل» – دار النشر المغربية – الدار البيضاء 1989 – (60 صفحة).

في أحمد الجوماري الشاعر المتذمر ، روح متمردة ، من يقترب من لهيب قصائدها يوخزه ويلسعه جمرها ، وبما يليق بشاعر بروومتيوسي مكتظ بالاحتجاج والمفارقة والغضب والفضح والسخرية السوداء ، وما كتبه الراحل طيلة قصائده ، لم يكن سوى مجموعة من المواقف المحتشدة اللاذعة والحادة ، لكن بقفازات من مجاز .

هكذا هو سي أحمد في أوراق ليله ، وقصائد عشقه وموته ، شاعر استطاع أن يصنع من نفسه شاعرا قديرا يعير الكتابة يقوة المعنى ويحمل الوطن الذي يحلم به في أشعاره ومواقفه واختياراته .

مناسبة هذا الحديث ، واستحضار هذه الذاكرة الشعرية ، ليس سوى عتابا قويا للمسؤولين على الحبر والكتاب بوزارة الثقافة ، فبعد مضي أكثر م سنة على وعودهم بطباعة الأعمال الكاملة لهذا الشاعر احمد الجوماري المغربي والرائد والمؤسس للشعرية الجديدة بالمغرب ، نعم ، أكثر من سنة مرت ” وها نحن ننتظر الذي قد يأتي و لا يأتي، علما أن المبادرة كانت منهم و لم أدق يوما باب أحد احتراما لكبرياء روح السي احمد و عفته.” ، يكتب قريب له على صفحته بالفايس ، وحتى زوجة الراحل غادرت هذا العالم ودون أن تلمس يداها هذه الأعمال الكاملة ، ولا شمت حتى رائحتها .

وعود على بدء، تعالوا نقرأ هذا المقطع 1989 ، للمرحوم أحمد الجوماري من قصيدة ” العار” الذي كان قد شارك بها في أمسية شعرية بالدار البيضاء
“وقيل أن تغيب في المدى البعيد،رؤيتي

سمعت طائرا،غمس في دمي جناحه وطار
تاركا وراءه قرنفلة
يهتف يا سيدتي:
حذار من غدر بنيك القتلة!”
وقبل أن نسدل ستار هذه الصوت ، نأمل أن تبادر وزارة ثقافتنا على إخراج هذه المجموعة ، وكل عام والقصيدة في غياهب كالنسيان .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد