كشف حسن أوبيدان الباحث في الفكر الإسلامي والمتتبع للشأن الداخلي لحزب العدالة والتنمية، على أن ردت فعل حزب التقدم والاشتراكية تجاه إعفاء كاتبة الدولة في الماء شرفات أفيلال، واتهامه للبيجيدي ب”الخيانة السياسية”، لا يعدو ان يكون بحثا من طرف حزب بنعبد الله عن استرجاع موقعه السياسي على حساب عشيره البيجيدي.
واعتبر أوبيدان أن ما يقع حاليا بين الحليفين الحكوميين أمر طبيعي نظرا للاختلاف الجدري في الأصول والمنطلقات بين الحزبين، وان علاقة “المصاهرة السياسية” لا تعدو أن تكون علاقة يحكمها منطق المصلحة السياسية لا أقل ولا أكثر، والبحث المتبادل من كلا الطرفين عن تحقيق أهدافهما الاستراتيجية السياسية المستقبلية.
وأضاف الباحث في الفكر الإسلامي والمتتبع للشأن الداخلي لحزب العدالة والتنمية، أن التشنجات الحاصلة، ليست مجرد حرب مواقع من أجل إعادة ضبط حركة التوازنات والتوافقات التي كلفت مصاهرتها السياسية مع حزب العدالة والتنمية حزب بنعبد الله الكثير سياسيا.
يذكر أن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، كان قد أعرب “عن استغرابه من الأسلوب والطريقة التي دبر بها رئيس الحكومة هذا الأمر، حيث لم يتم إخبار لا الحزب ولا كاتبة الدولة المعنية بهذا المقترح قبل عرضه للمصادقة”، معبرا “عن عدم تفهمه لمغزى هذا الاقتراح، الصادر عن رئيس الحكومة والذي كان للوزير الوصي على قطاع التجهيز والنقل واللوجستيك والماء مسؤولية مباشرة فيه، والذي هَمَّ فقط قطاع الماء دون غيره من باقي القطاعات الحكومية الأخرى، ولم يأخذ أبدا بعين الاعتبار الضوابط السياسية والأخلاقية اللازمة في مجال تدبير التحالفات والعلاقات داخل أي أغلبية حكومية ناضجة، فبالأحرى عندما يتعلق الأمر باحترام العلاقة المتميزة التي تجمع حزبنا بحزب رئيس الحكومة“.
بدوره خرج حزب العدالة والتنمية عن صمته، مغازلا سياسيا حزب بنعبد الله، ليؤكد على أهمية العلاقة المميزة والخاصة التي تجمع بين حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية، مذكرا أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أحاط أعضاء الأمانة العامة خلال الاجتماع الاخير، بحيثيات القرارات المرتبطة بتعيين وزير جديد للاقتصاد والمالية وحذف كتابة الدولة المكلفة بالماء.