أمريكا تحذر رعاياها من اضطرابات محتملة بعد استفتاء أكراد العراق

 أصدرت السفارة الأمريكية في العراق تحذيرا لرعاياها من اضطرابات محتملة بعد الاستفتاء على استقلال كردستان العراق الذي تم في شمال البلاد رغم معارضة الحكومة المركزية في بغداد.

وقال تحذير السفر ”وبالأخص يجب على المواطنين الأمريكيين تجنب السفر إلى أو داخل المناطق المتنازع عليها بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق“.

ولم تستجب حكومة كردستان لدعوات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا لتأجيل الاستفتاء. كما تعارض إيران وتركيا بشدة الاستفتاء خشية أن يؤجج النزعة الانفصالية بين الأكراد فيهما.

هذا وقد أعلن العراق أنه يعتزم استعادة المعابر الحدودية مع إقليم كردستان بالتنسيق مع إيران وتركيا بعدما فرض وقف الرحلات الدولية من وإلى الإقليم ردا على تنظيمه استفتاء على الانفصال قوبل برفض إقليمي شديد.

وأصدرت وزارة الدفاع العراقية اليوم الجمعة بيانا بشأن استعادة أربعة معابر حدودية خاضعة حاليا للأكراد (معبرين على الحدود مع تركيا وآخرين على الحدود مع إيران)، بيد أنها نفت في المقابل إرسال وحدات عسكرية وموظفين لتسلم تلك المعابر.

وأضافت أنها تنفي ما تناقلته بعض صفحات التواصل الاجتماعي، وأنها ملتزمة بالخطة التي وضعتها الحكومة العراقية وفق المواعيد المحددة. وتابعت أن تنفيذ قرارات الحكومة المركزية بإدارة جميع المنافذ الحدودية والمطارات يجري حسب ما هو مخطط له بالتنسيق مع الجهات المعنية ودول الجوار، وأكدت أنه لا يوجد أي تأجيل في الإجراءات.

ويأتي الإعلان عن سعي بغداد لاستعادة المعابر في وقت تتواصل فيه مناورات عسكرية تركية عراقية في منطقة سيلوبي قرب معبر خابور بين تركيا وشمالي العراق، وبالتزامن مع تنسيق عسكري عراقي إيراني.

وكانت الحكومة العراقية طالبت حكومة إقليم كردستان بتسليمها المعابر الحدودية والمطارات عقب الاستفتاء الذي رفضته بشدة بغداد وأنقرة وطهران على حد سواء.
وقف الرحلات

وقد نجحت بغداد في وقف كل الرحلات الجوية الدولية من وإلى مطاري أربيل والسليمانية في كردستان العراق بداية من السادسة من مساء اليوم، وغادر أجانب كثيرون الإقليم، في حين تستمر الرحلات الداخلية وكذلك الرحلات الإنسانية والعسكرية.

وبات الإقليم معزولا عن المطارات الدولية، وقال مسؤولون أكراد إنهم مستعدون لبحث إرسال مراقبين يمثلون الحكومة العراقية إلى المطارين.

وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن قرار بغداد فرض سيطرتها على المطارات والمنافذ البرية ليس للتجويع ومنع المؤن والحصار على المواطنين، وليس عقوبة للمواطنين في الإقليم، وإنما هو إجراء دستوري وقانوني أقره مجلس الوزراء لمصلحة المواطنين.

وأضاف أن هذه الإجراءات لدخول وخروج البضائع والأفراد هي “لضمان عدم التهريب ومنع الفساد”، مؤكدا أن الرحلات الدولية يمكن استئنافها بمجرد نقل سلطة المطارات في الإقليم للمركز.

من جهته، قال وزير المواصلات والاتصالات في حكومة إقليم كردستان العراق مولود باوا مراد إن حكومة الإقليم سوف تجتمع غدا للرد على قرار بغداد تعليق الطيران الدولي من الإقليم وإليه.

في الأثناء، أعلن بكير بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي أن جميع المواضيع المتعلقة بإقليم شمالي العراق سيتم التواصل بشأنها مع الحكومة المركزية في بغداد، وأضاف أنه طُـلب من ممثل إدارة الإقليم في أنقرة عدم العودة إليه. وكانت تركيا أعلنت عن وقف برامج لتدريب قوات البشمركة الكردية.

من جهته أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم اليوم أن بلاده ستتخذ تدابير تستهدف المسؤولين عن إجراء الاستفتاء دون استهداف المدنيين، ووصف مجددا الاستفتاء بالخطأ الكبير.

وكانت تركيا لوّحت بخيارات اقتصادية وعسكرية ردا على الاستفتاء الكردي، ولكن مسؤولين بينهم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أكدوا أن الحدود مع كردستان العراق لن تغلق. وأكدت بغداد أن أنقرة تعهدت لها بأنها ستتعامل معها حصرا فيما يخص صادرات النفط من إقليم كردستان إلى ميناء جين التركي.

وفي إيران، أفادت وسائل إعلام بأن السلطات الإيرانية أوقفت نقل المشتقات النفطية من إقليم كردستان العراق وإليه.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد