أكاديميون يلامسون القلق الأنتروبولوجي في مؤلف “زمن القبيلة السلطة وتدبير العنف في المجتمع الصحراوي” لرحال بوبريك

التقى مجموعة من الباحثين الأكاديميين، اليوم الأربعاء،لقراءة وتقديم كتاب “زمن القبيلة السلطة وتدبير العنف في المجتمع الصحراوي” للباحث المغربي الدكتور رحال بوبريك، في ندوة نظمتها المؤسسة الإعلامية “المصدر ميديا” بمقرها بالرباط وسيرتها الدكتورة مريم الدمنوتي، وشارك في هذا اللقاء، كل من الدكتورة العالية ماء العينين، والدكتور عبد الرحيم العطري، بالإضافة إلى مؤلف الكتاب.

وارتكزت مداخلة الدكتورة العالية ماء العينين، أستاذة شعبة الدراسات العربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، على آليات التدبير الذاتي للعنف داخل القبيلة في المجتمع الصحراوي، معرجة على العلاقة التي تربط بين مفهوم القبيلة في المجتمع الصحراوي ومفهوم الأسرة.

وبالنسبة لمؤسسة السلطة المعنية بالتسيير داخل القبيلة في مؤلف الدكتور رحال بوبريك، أكدت العالية ماء العينين في مداخلتها أن “ايت أربعين” من أهم مؤسسات تدبير شؤون القبيلة داخليا وخارجيا حيث أشار الكاتب إلى مسألة مهمة وهي الفرق بين الجماعة و”ايت اربعين”.

وأوضحت ماء العينين في مداخلتها أن “ايت أربعين ” من خلال مؤلف الدكتور رحال بوبريك مرتكزة بشكل أكبر في الجزء الشمالي من تراب البيظان، كما أن الجماعة بالإضافة إلى دورها الداخلي تتكلف بتسيير شؤون القبيلة في علاقاتها الخارجية مع القبائل الأخرى، وتحديد السلطات الفردية بين المقدم والشيخ في علاقة مع زمن السلم والحرب.

 

وذكرت أستاذة شعبة الدراسات العربية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن الكاتب لم يخصص جزءا كبيرا في مؤلفه للنقاش المفاهيمي معتبرة أن هذا الأخير “سيأخذ من الكتاب” وإنما خصص مؤلفه للدخول في عمق المفاهيم وتحليلها، وأضافت قائلة: ” رحال بوبريك نهج مسلكا صعبا في مؤلفه وهو التوقيف في التقليص من الشق الأكاديمي”.

وكشفت العالية ماء العينين في مداخلتها أن الوثائق المعتمدة في المؤلف تكشف عن جهد كبير من صاحب الكتاب الذي وثق دراسته بشكل جيد وموفق، كما أنه عاد إلى مجموعة من الدراسات والأبحاث الأكاديمية لمجموعة من الباحثين واستناده إلى مراجع في البحث السوسيولوجي الخاصة بالمنطقة الصحراوية، بالإضافة إلى أن المؤلف أظهر شخصية الناقد في الدراسات التي اعتمدها فقد كان يقدمها ويناقشها.

من جانبه، قال عبدالرحيم العطري أستاذ السوسيولوجيا بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن مولف “زمن القبيلة السلطة وتدبير العنف في المجتمع الصحراوي” لرشيد بوبريك “قلق أنتروبولوجي” لا يمكن أن يقرأ إلا في المسروع الفكري الشامل للكاتب، مؤكدا “أنه ثمة خيط ناظم يستجمع كل الكتب وكل الأعمال التي يشتغل عليها والتي يحضر فيها هذا القلق الإبستيمولوجي والقلق الأنتربولوجي بدرجة أعلى”.

 

وأشار العطري إلى أن كتاب “زمن القبيلة السلطة وتدبير العنف في المجتمع الصحراوي” منتج للقلق ويكسر أفق الانتظار بحيث “لا يهدينا إجابات بالقدر الذي يهدينا فيه الكثير من الأسئلة، إذ يعبر من زمن القبيلة إلى زمن الراهن ويدعونا إلى مسائلة نموذجنا التنموي والجماعاوي”.

واعتبر أستاذ السوسيولوجيا أن رحال بوبريك من القلائل الذين لا ينتصرون للسوسيولوجيا الشفاهية ولكن ينتصرون للسوسيولوجيا الكتابية”، وتابع قائلا:” كتاب رحال بوبريك ليس مرتبطا بكتابة بحثا عن ترقية ولكن ارتباطا بهم معرفي”.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد