أطلب المستحيل من الله
المصدر ميديا : أسامة عبد الرحيم
بعض الناس ولاسيما من يعرفني عن قرب أحيانا يسألونني : لماذا لا تكتب في الدين ؟!..وتكتب في كل شيء آخر ..وأنا لا أعرف لماذا لا أكتب في الدين.. ربما رغبة في عدم المشاغبة مع الله ورجال الدين..أو رغبة في عدم الظهور والشهرة، فهناك طرقا كثيرة للشهرة ولا خطورة منها ولا تفضي إلي القتل أو السجون ..في بلاد كبلادنا يمكن التدين واللاتدين أن يقود بصاحبه إلي السجن ، ما لم يضبط تدينه..ونوع دينه.. حسب رغبة “أسيادنا اللي فوق” وحسب القوانين التي فصلها هؤلاء الأسياد علي مزاجهم التديني!
لا أعرف لماذا لا أكتب في الدين ..أو بمعني أدق: أعرف تماما بأن هناك من لديهم القدرة في الكتابة في وعن الدين أفضل مني، أو على الأقل حظوظهم أفضل في المشي جنب الحيط، وطالما أنكم مصرون أن أكتب ولو شيئا يسيراً عن الدين، فلا بأس، سوف نبدأ باقتباس أسعدني كثيراً من مقال للدكـتور “عبد الرحمن العشماوي”، يقول فيه:
إن الله ليستحي من عبده إذا رفع إليهـ يديه بالدعاء ، أن يردَّهـما صِفراً..
تأملوا سقف أدعية الأنبياء .. أصحاب الهـمم العالية ..
يسألون الله تعالى المستحيلات .. ولا يبالون .. لماذا ؟
لأنهـم يدركون معنى الوهـاب..
تأملوا قول نبي الله سليمان عليـه السلام : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكـاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَـ أَنْتَ الْوَهَّابُ) ..
أراد ملكـاً فريداً ..غير تقليدي.. ملكـاً محشواً بالمستحيلات ..
والنتيجة : أن جمع الله له النبوة والملك والعلم والحكـمة ..
وسخر له الريح والجن والطير والإنس والخيل والوحش ..
ليس من الزهـد التواضع في الدعاء ارفعوا سقف دعائكـم في الدنيا ولا تترددوا ..
وارفعوا سقف دعائكـم في الآخرة فاسألوه الفردوس الأعلى ..
حتى لو رأيتم بأنكـم لا تستحقوهـا ..
فأنتم تتعاملون مع الوهـاب..
هـي عِبادة رائعة .. نسيهـا كَـثيرون !
لكـن الله يُحب آن نَعبدهُ بهَـذه العبادة إنهـا عبادة “حُسن الظّن بِالله” في وسَط عَالم تملؤُه المَخاوف ..
والقلَق عَلى المُستقبَل .. تأتي هَـذه العبَادة .. تمسَح علَى قلوُب النّاس ..
وتعلمنَا أن نَعيش بفكَـرة رائِعة هـي : على قدر حسُن ظَنك بَالله !
يحدث لكَ الخَير ويبعَد عنك الشَر ..
أحسنوا الظن بالله ..
وارفعوا أمنياتكم إلى السماء واثقين أن الله عظيم قادر لا يعجزه شئ في الأرض