أزمة التعليم بالمغرب لاحياة لمن تنادي

“ان النقاش الدائر حاليا حول القانون الإطار الخاص بالتربية والتعليم متجاوز، والواقع يفرض أن يتجه المغرب نحو خيار المستقبل، على اعتبار أن العالم يجري بسرعة”. التصريح لرئيس الحكومة العثماني، في الدورة العاشرة لـ”الجامعة الشعبية” في مدينة سلا، والحقيقة انني استمعت لكلمته ولم استوعب شيئا منها، لا اعرف بالتحديد هل جهلي هو السبب أم أن الكلام الكبير والفضفاض التي يغرقنا فيه العثماني مثل كل مرة لا شرح له الا في مخيلته الواسعة، عن اي مستقبل تتحدث يارئيس الحكومة، وكما نقول بالدارجة المغربية “العام الي جا يلقانا كنتسناو هذا المستقبل” مستقبل تحول دونه المحسوبية والزبونية، تحول دون وضوح صورته الصحة والتعليم، اللذان يعتبران عصب الحياة وقوتها، لايمكن لأمة ان تتطور ولا أن تدخل التاريخ الا بهما.

يعيش التعليم ازمة كارثية بكل المقاييس، وفي كل مرة نسمع عن خطة لاصلاحه وتمضي الأيام والسنوات ولاشي يتحقق، بل تتكدس الأجيال الأمية جيلا بعد جيل، لعدم وجود رؤيا واضحة وواقعية للاصلاح الجذري لهذه المعضلة الخطيرة، ولاصرارنا على التقليد الأعمى لأنظمة غربية لانملك الأرضية المناسبة حتى لتقليدها، كمن يأتي بوردة وينبتها في تربة غير صالحة، ستموت بالتأكيد، تغييرات بالجمله، مقررات لاتلائم المستوى ولا البيئة التي يعيش فيها التلاميذ، وضعية تدفعنا للتساؤل هل هناك فعلا نية صادقة في الرفع من مستوى التعليم ببلادنا  ؟ لان مايحصل الآن لا يبشر بالخير ولايدل على ان هناك ارادة حقيقية – من طرف كل الحكومات المتعاقبة علينا- لاصلاح منظومة التعليم التي ترقد في غرفة الانعاش.

وقمة ماوصل اليه التعامل السيئ مع التعليم واهله هو مانشاهد من انتهاكات جسيمة لحقوق الأساتذة المتعاقدين، الذين يعانون الأمرين امام اصرار الوزارة الوصية والحكومة كلها على غض الطرف عن معاناتهم ومشاكلهم التي لاتنتهي الا لتبدأ من جديد، مواطنون وجدوا انفسهم تحت رحمة البطالة، بطالة دفعت بهم لقبول ماسمي بالتعاقد وهو نظام يجعلهم تحت رحمة المتعاقدين معهم، الذين يمكن لهم في اي وقت الاستغناء عنهم.

نظام التعاقد هو حل يكرس”الحگرة” والدونية ويدفع بهؤلاء الشباب الى الاحساس بأنهم غير مرحب بهم في مكان هو لهم أصلا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد