أردوعان يدفع الليرة للهاوية ومخاوف من إنهيار الإقتصاد التركي

واصلت الليرة التركية تراجعها أمام الدولار الأمريكي، خلال تعاملات أمس الجمعة، حيث فقدت نحو 20% من قيمتها أمام العملة الخضراء، عقب خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تركيا.

ومع التراجع الجنوني الذي شهدته الليرة التركية خلال تعاملات أمس الجمعة، والتي بلغت 20%، أصبحت مجمل ما فقدته الليرة التركية من قيمتها 75% منذ 8 أشهر من العام الجاري.

ووصل سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد إلى مستوى تاريخي غير مسبوق، مسجلًا 6.83 ليرة تركية للمرة الأولى، ليعلن دخول الليرة التركية في أزمة خطيرة. وسجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا قدره 180 قرشًا خلال 5 أيام فقط.

كما سجل اليورو ارتفاعًا جنونيًا أمام الليرة التركية، ليصل إلى مستوى 7 ليرات و55 قرشًا، بزيادة قدرها 20%. أما الذهب فقد حلَّق أيضًا مرتفعًا بزيادة 20%، ليصل الجرام الواحد إلى 249 ليرة تركية.

وعلق البروفيسور يالتشين كاراتيبه عضو هيئة التدريس بجامعة أنقرة على انهيار الليرة التركية، وأكد أن ما تمر به تركيا أزمة اقتصادية خطيرة وأن الوضع ليس مؤقتًا.

وأوضح كاراتيبه أن العجز الجاري في تركيا وصل إلى 57 مليار دولار أمريكي في 12 شهرًا، ويستمر في الارتفاع، قائلًا: “ستشهد تركيا تباطأ في معدلات النمو، وأن جميع المؤشرات الحالية تشير إلى ذلك. فشركات القطاع الخاص لا تستطيع سداد ديونها. وأصبح المستقبل معتما. كنا بالأمس نندهش عندما كان الدولار 5 ليرة تركية، واليوم وصل إلى مستوى 6 ليرات تركية. والوضع اليوم مختلف عن أزمة 2001؛ إذ أزمة 2001 حدثت بين يوم وليلة، أما الآن فالأمر يحدث تدريجيًا.”

ووصف الوضع الحالي للاقتصاد التركي بأنه مثل تسخين الماء وأنه وصل الآن إلى مرحلة الغليان الذي قد يصل إلى الاشتعال.

وحسب صحيفة “فايناشال تايمز” البريطانية، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “رجل تركيا القوي، يدفع الليرة للهاوية”. فإنه مع كل انخفاض جديد لليرة، نزداد إمكانية حدوث أزمة في ميزان المدفوعات في البلاد وإمكانية انهيار القطاع المصرفي في البلاد.

وأكدت الصحيفة أن تعامل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأزمة يزيد من قلق الأسواق، فبدلا من السعي لإيجاد حلول للأزمة، فهو يضع باللائمة على حروب اقتصادية تشن على بلاده، دعيا مواطني بلاده إلى تحويل مدخراتهم من الدولار والذهب إلى الليرة.

وأوضحت ذات الصحيفة أن انهيار الليرة التركية ليس مشكلة تركيا بمفردها، بل قد يكون له تأثير كبير على الاقتصاد الأسيوي والأوروبي، حيث هوت أسعار الأسهم والمصارف المتأثرة بالديون التركية. كما أن انهيار الليرة يؤثر على الأسواق الناشئة في شتى بقاع العالم.

وأبرزت الصحيفة نفسها أن المخاطر الجيوستراتيجية لأزمة الاقتصاد التركي، التي يصورها إردوغان على أنها مؤامرة غربية، لن تكون مخاطرها بعيدة على الاقتصاد العالمي، خصوصا وأن تركيا تساعد في استقرار أوروبا بإيواء الملايين من اللاجئين السوريين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد