أحمد نور الدين: الجزائر أرادت الركوب على موجة بيغاسوس للهجوم على المغرب واستغلالها لغرض الإساءة إليه
تحدث أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا، عن إمكانية وقوف الجزائر وراء الحملة الممنهجة ضد المغرب التي تتهمه باستخدام برنامج “بيغاسوس” للتجسس على الهواتف الذي طورته شركة “إن إس أو” الإسرائيلية عام 2019.
وقال أحمد نور الدين، في تصريح لـ “المصدر ميديا” أن “هذا الأمر يدخل في لعبة الكبار”، مستبعدا وقوف الجزائر وراء هذه الحملة.
وأضاف نور الدين إلى قوله: “قد تكون قوى أوربية تريد تحجيم قوة المغرب الاقتصادية والاستخباراتية، وعرقلة خروجه من منطقة النفوذ الأوروبية خاصة بعد تعزيز موقفه بالاعتراف الامريكي بسيادته على أقاليمه الجنوبية، وما تبع ذلك من مشاريع استراتيجية لها شق عسكري وأمني وشق آخر اقتصادي يشمل ما يعرف بالكنز الأطلسي والتحكم في الطاقات المستقبلية والتي قد يتم إقصاء أوروبا منها”.
وأوضح الباحث المغربي أنه “قد يكون لأزمة بيكاسوس ارتباط ببعض مراكز القرار الأوروبي التي تريد إفساد علاقات المغرب مع أكبر حلفائه الاستراتيجيين في أوروبا وهي فرنسا”، مشيرا في الوقت نفسه إلى “أن هذه الأزمة قد تكون وسيلة لتحجيم نشاط الاستخبارات المغربية في أوروبا، خاصة بعد تأكد الدول الأوربية من قوتها في الكشف عن العديد من العمليات الإرهابية قبل وقوعها أو الوصول إلى منفذيها، وهو ما يؤكد تغلغلا للاستخبارات المغربية في تلك الدول، الأمر الذي يزعجها رغم استفادة الدول الأوربية من المعلومات التي يقدمها المغرب، وبالتالي هذا المعطى أيضا قد يفسر رغبة أوروبا في الحد من هذا التغلغل بإثارة زوبعة لتشويه الأجهزة الأمنية المغربية تمهيدا لإجراءات تتخذ ضدها”.
وقد تكون أزمة بيكاسوس، يضيف أحمد نور الدين، “نتيجة تقاطع كلما سبق مع تعزيز المغرب لشراكته الاستراتيجية مع حلفاء غير تقليديين مثل الصين مثلا في مجال تطوير اللقاحات والصناعات البيوتكنولوحية عموما، وهو قطاع حيوي يهدد أيضا مصالح أوروبا في المغرب، هذه كلها فرضيات وحده المستقبل سيكشف لنا عن أقربها للصواب”.
وتابع نفس المتحدث حول إمكانية ضلوع الجزائر فيما أثير حول بيغاسوس قائلا: “الجزائر فهي تلعب في قسم الهواة ولم تصل بعد إلى هذا المستوى ولا أدل على ذلك من تضارب مواقفها من بيكاسوس، في البداية أشادت الجزائر بوسائل الإعلام والمنظمات الأوروبية التي استهدفت المغرب، وبعد يومين حين ورد ذكر اسم الجزائر كزبون لنفس الشركة المنتجة لبيكاسوس انقلب الموقف الجزائري رأسا على عقب وبدأت الجزائر في شن الهجوم على نفس المنابر الإعلامية التي مدحتها من قبل، بل ورفعت دعوى قضائية ضدها في باريس”.
وخلص أحمد نور الدين إلى القول أن “الجزائر أرادت فقط الركوب على موجة بيكاسوس للهجوم على المغرب لأن عقيدة النظام الجزائري التي تتخذ من المغرب عدوا، تدفعها إلى أن تستغل كل صغيرة وكبيرة للإساءة للمغرب”.
وكان أحمد نور الدين قد أشار في لقاء تلفزيوني قبل أيام إلى تصريح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الذي اعترفت من خلاله بطريقة غير مباشرة أن دول أوروبا تستخدم برنامج “بيغاسوس” أو غيرها من برامج التجسس الأخرى حينما قالت “من المهم ألا تقع البرامج التي تم تصميمها بهذه الطريقة في الأيدي الخطأ”، داعية إلى فرض “شروط تقييدية للغاية”، على بيع برامج تجسس مماثلة، للبلدان التي لا يتم فيها تنظيم عمليات المراقبة، على نحو صارم، واصفا كلامها بـ “الخطير”.
وكانت رئاسة النيابة العامة قد أصدرت تعليماتها للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط من أجل “فتح بحث قضائي حول مزاعم وادعاءات باطلة تضمنتها مواد إخبارية صادرة عن صحف أجنبية، تنسب للسلطات المغربية العمومية اتهامات، وتقحم المؤسسات الدستورية الوطنية في قضايا تمس بالمصالح العليا للمملكة المغربية”.