أحمد نور الدين: اتهام الجزائر للمغرب بالتورط في الحرائق احتقار لذكاء الجزائريين وهروب من تحمل مسؤولية الفشل
أكد أحمد نور الدين، الباحث في القضايا الدولية والمتخصص في شؤون شمال إفريقيا، أن الجزائر اختارت الرد على اليد الممدودة للمغرب “ببيان عدواني يصب الزيت على النار”.
وقال نور الدين في تصريح لـ “المصدر ميديا” أن اتهام السلطات الجزائرية المغرب بالتورط في الحرائق التي تجتاحت “تيزي وزو” التي تبعد عن الحدود المغربية الجزائرية بحوالي 600 كيلومتر “مجاني وهو احتقار لذكاء الشعب الجزائري وفيه استغباء كبير للجزائريين”.
وأضاف الباحث المغربي أن بيان الجزائر “هروب من تحمل المسؤولية والفشل في السيطرة على الحرائق لأزيد من 3 أسابيع والتي راح ضحيتها أزيد من 100 شخص”، موضحا في الآن ذاته أن البيان هو “محاولة للهروب من تحمل مسؤولية جريمة مزدوجة اقترفها النظام الجزائري لأن الأخير لم يقدم المساعدة للمتضررين كما رفض المساعدة التي قدمها المغرب بطائرتين لإطفاء الحرائق”.
وتابع نفس المتحدث أن البيان الجزائري الأخير هو محاولة لتغطية جريمة أخرى وهي عدم توفر الدولة الجزائرية ولو لطائرة واحدة لإخماد الحرائق واصفا الأمر بـ “الفضيحة الكبرى” على اعتبار أن الدولة الجزائرية هي أكبر مستورد للأسلحة في العالم وتنفق مليارات الدولارات من أجل اقتناء الطائرات الحربية ولا تتوفر على طائرة واحدة لإطفاء الحرائق”.
واستطرد أحمد نور الدين قائلا: “الجزائر لها هدف كلاسيكي وهو التخويف من العدو الخارجي المفتعل الذي تصوره للشعب الجزائري وهو المغرب وإذكاء نار العداء له من أجل خدمة أهداف داخلية وهي الالتفاف على مطالب الحراك الشعبي المنادية بإسقاط النظام والتغطية على الأزمات المتعددة والمركبة التي تعيشها الجزائر”.
وكانت الجزائر قد قررت “إعادة النظر” في علاقاتها مع المغرب، متهمة الرباط بالتورط في الحرائق الضخمة التي اجتاحت شمال البلاد، حسب بيان صدر عن الرئاسة الجزائرية.
وذكر البيان إن “الأفعال العدائية المتكررة من طرف المغرب ضد الجزائر (تطلبت) إعادة النظر في العلاقات بين البلدين، وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية” حسب تعبيره.
واتهمت الجزائر المغرب باقتراف “أعمال عدائية متواصلة، بدعم من حليفه الكيان الصهيوني ضد الجزائر”، لكن دون تقديم أية أدلة على هذه الاتهامات المجانية والمجانبة للصواب والمنطق.