أحمد متمسك: على المسؤولين إيجاد صيغة مناسبة للقضاء على مسببات ظاهرة الانتحار في صفوف الشباب

في الوقت الذي تتظافر جهود جميع الفاعلين والمتدخلين المغاربة في إيجاد الصيغ والحلول والأدوات المناسبة والفعالة للحد من تفشي وباء فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد 19)، خلف تزايد حالات الانتحار ومحاولات إقدام فئة على إنهاء حياتها بهذه الطريقة المؤلمة قلق الكثيرين في زمن الجائحة.

وقال أحمد متمسك، أستاذ جامعي وباحث في علم الاجتماع، في تصريح لـ “المصدر ميديا” أن الإقدام على الانتحار “مرتبط أساسا بالبنية النفسية الهشة للشخص الذي تكون له قابلية مسبقة لفعل ذلك، مضيفا أنه لما يمر هؤلاء الأشخاص من ظروف صعبة فهم يفتقرون للإمكانيات النفسية والسيكولوجية لمواجهتها”.

وتابع متمسك أنه في ظل الظروف الصعبة التي يمر منها بعض الأفراد خاصة عند الحجر الصحي، فإن “الهشاشة النفسية لدى البعض تتزايد لتؤدي للأسف الشديد إلى الإقدام على الانتحار”.

istiqlal

وأشار نفس المتحدث إلى أن “هناك أسبابا عدة تجعل الأشخاص ذوي الهشاشة السيكولوجية والذين يفتقدون لقابلية تجاوز الأزمات يصلون إلى قناعة مفادها بأن الحياة لم تعد تطاق، مفضلين الانسحاب منها بطريقة تجعله يموت بسرعة وبلا ألم طويل”.

وعن تزايد عدد حالات الانتحار في صفوف الشباب بمدينة شفشاون، يقول أحمد متمسك: “من بين الأسباب التي تساهم في تدهور نفسية الشباب هناك هو انعدام الآفاق في الإقليم، وتحقيق حلم الالتحاق بما يسمنوه بـ “جنة أوروبا” بالإضافة إلى انتشار ظاهرة إدمان المخدرات.

واستطرد الباحث في علم الاجتماع قائلا: “الانتحار ظاهرة صعبة لا نتحملها لا قيميا ولا أخلاقيا ولا نفسيا”، داعيا في الآن ذاته المسؤولين إلى إيجاد صيغة مناسبة للحد من تكاثر هذه الظاهرة لأنه في غياب أية رؤية للحد منها والقضاء على مسبباتها ستبقى في تزايد مستمر”.

وكشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية في وقت سابق، أن يتم تسجيل 2.5 حالة وفاة عن طريق الانتحار لكل 100 ألف نسمة في المغرب، بما مجموعه 1013 حالة وفاة سجلت خلال 2016، ليعرف المغرب سادس أكبر معدل للانتحار عربيا.

وأورد التقرير أن المغرب يعد البلد العربي الوحيد، الذي شهد ارتفاعا ملحوظا في معدلات الانتحار لدى الإناث، حيث بلغ عدد الحالات 613 حالة مقابل 400 حالة من الذكور.

istiqlal
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد