أعادت أحداث مدينة الدار البيضاء يوم الجمعة 24 نونبر 2017، والتي عرفت مواجهات عنيفة بين مهاجرين أفارقة وسكان العاصمة الاقتصادية موضوع العنصرية في المغرب من جديد، حيث تطالب فئة طرد الأفارقة من المملكة مبررين اختيارهم بخطورة هؤلاء المهاجرين على السكان المغاربة بسبب تصرفاتهم، فيما تعتبر فئة أخرى أن طردهم سلوك عنصري منبوذ ومرفوض أخلاقيا.
عودة الخطاب العنصري ضد أفارقة جنوب الصحراء من جديد
رفع المهاجرون الأفارقة شعارات تتهم المغاربة بالعنصرية، نافين بشكل كلي الاتهامات الموجهة ضدهم والتي تفيد إقدام أحد المهاجرين على محاولة اغتصاب فتاة، وقال أحدهم: “لم نرم الحجارة ولا اغتصبنا النساء، لسنا ضد المغاربة ولا ضد الدولة، المغاربة ضد حياتنا هنا، هم لا يرغبون بنا، لكن هذه الطريقة التي انتهجوها ليست الوسيلة الأفضل لمنعنا”، وأكد شخص آخر بالقول: “لم نعتد يوما على مغربي أومغربية، كيف يمكن لنا أن نلحق الأذى بهم وقد منحونا كل شيء”، مضيفا: “نحن هنا لأننا لا نملك البديل ولا خيار آخر أمامنا”.
وندد عدد من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي بالمواجهات التي وثقتها عدسات الهواتف النقالة مساء يوم الجمعة 24 نونبر 2017 والتي تسببت في عدد من الخسائر، حيث كتب أحد الأشخاص: “المهاجرون الأفارقة يريدون استعمارنا في هذه البلاد السعيدة”، فيما كتب شخص آخر : “من أحضر لنا هؤلاء المهاجرين إلى المغرب فليأخذهم بعيدا عنا وإلا فليأخذهم ليعيشوا عنده في بيته”، وتساءل آخر : “هل حان وقت ترحيلهم من المغرب؟”.
وسبق أن اندلعت في وقت سابق نقاشات حول العنصرية بسبب وجود المهاجرين الأفارقة في المغرب. إذ تم إطلاق هاشتاغ “#زيروأفارقة” الذي طالب بترحيل المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء، بعد جريمة نفذها مهاجرون أفارقة في حق مواطن مغربي بمدينة فاس، الشيء الذي أجج غضب المغاربة ضد المهاجرين الأفارقة، لكن دخول بعض النشطاء الاجتماعيين على الخط هدأ من روعهم، مذكرين أن هؤلاء المهاجرين هم متواجدين في المغرب رغما عنهم، ولا يختلفون بتاتا عن المهاجرين المغاربة المقيمين في أوربا وأمريكا وغيرها من بلدان العالم.
المهاجرين الأفارقة وإشادات المغاربة بعيدا عن التمييز العنصري
أكدت الفنانة المغربية نجاة الرجوي في اتصال بجريدة “المصدر ميديا”، عدم وجود تمييز عنصري ضد المهاجرين الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء والمقيمين بالمغرب، بل على العكس من ذلك يلقون ترحيبا خاصا من المغاربة وأضافت قائلة: ” أتعامل مع الأفارقة بشكل يومي ولم أسجل عليهم قط أي تجاوز أومشكل، فالمكلفة بالتجميل التي أتعامل معها منحدرة من إفريقيا جنوب الصحراء فهي سيدة مثابرة تحب عملها وتخلص فيه وعلاقتي معها متميزة للغاية”.
وشددت نجاة الرجوي في تصريحها أنه يجب اتخاذ الإجراءات الزجرية في حق كل من يرتكب أفعال جرمية كالسرقة واعتراض سبيل المارة في الطريق بعيدا كل البعد عن التمييز العنصري، فالمغرب بلد إفريقي ومنفتح على القارة الإفريقية ويرحب بكل الأفارقة داخل أرضه لكن لا يمكن القبول بسلوكات مخالفة للقوانين والأخلاق.
ونفت الفنانة المغربية وجود التمييز العنصري في المغرب قائلة: “بلدنا يرحب بالجميع ولم ألمس وجود العنصرية إطلاقا”.