أبي زيدان: يجب استغلال المحددات الثقافية بين الشعبين المغربي والموريتاني لتكون مرتكزا لنهضة اقتصادية في المنطقة
أكد الإعلامي الموريتاني أبي زيدان أن التشابك والتداخل في العلاقات الثقافية بين المغرب وموريتانيا قد بدأت في وقت مبكر من التاريخ حتى منتصف القرن 20، “يصعب معها توضيح الفوارق بين المكونين الثقافيين”، مضيفا أن “هناك مرحلة أخرى بدأت منذ منتصف القرن 20 إلى اليوم”.
وقال زيدان في معرض مداخلته، اليوم السبت، خلال الندوة التي نظمتها المؤسسة الإعلامية المصدر ميديا تحت عنوان: “العلاقات المغربية الموريتانية التاريخ الحافل والمستقبل الواعد”، أنه في المرحلة الأولى هناك تداخل بدأ قبل الدولة المرابطية إلا أنه في عهد هذه الأخيرة “يمكن أن نتحدث عن بداية تأريخ واضح وحقيقي لهذا التمازج والتكامل الثقافي بين البلدين”.
وأضاف نفس المتحدث أنه مع الزحف المرابطي في اتجاه الشمال والذي شاركت فيه قبائل صنهاجة “يمكن أن نتحدث عن بروز الدور السياسي ليوسف بن تاشفين وعودة أبو بكر بن عامر إلى منطقة الصحراء الذي عاد معه بمجموعة من العلماء من منطقة بلاد سوس إلى الفضاء الصحراوي ليشكلوا النواة الأولى لما بات يعرف اليوم بالمدن القديمة في موريتانيا، لتصبح هذه المدن التقليدية القديمة اليوم تراثا إنسانيا عالميا”.
وأوضح الإعلامي الموريتاني أنه في عهد دولة الموحدين، هاجر أبرز صناع الرأي في المنطقة والذين كانوا يختلفون مع توجهات هذه الدولة في عهدها، إلى الفضاء الصحراوي ليشكلوا النواة الثانية أو الانطلاقة الفعلية للنهضة الثقافية التي حصلت في منطقة الفضاء الصحراوي والتي أسست لهذا الإشعاع الثقافي والمد الفكري الذي انطلق من المدن القديمة.
وأشار زيدان إلى أنه عندما نتحدث عن الثقافة في تلك المرحلة، فنحن نتكلم بشكل عام عن الثقافة بمحدداتها الدينية المعهودة (الفقه، الأدب، التصوف) وغيرها من المفاهيم التي هي المؤسس الفعلي للثقافة في تلك الفترة، لافتا إلى أنه ساعد على التشابك الحضاري والثقافي بين المغرب وموريتانيا هو تقاسم الشعبين للمذهب السني المالكي اللأشعري والتصوف على طريقة الجنيد وتفضيل النخبة في هذه المنطقة للمختصر الخليل في مجال الفقه ومصنفات سيبويه وبعض المصنفات الأخرى.
واستطرد أبي زيدان قائلا: “نحن نتحدث عن تماهي عقدي وثقافي في هذه المنطقة بشكل كامل لا يمكن أن نفرق فيه بين المحددات الثقافية للشعبين فهو شعب واحد تحكمه أسس واحدة ويتماهى في خلفياته الثقافية بشكل واضح”.
وخلص المتحدث إلى القول أن هذه المحددات الثقافية بين الشعبين المغربي والموريتاني يجب أن يتم استغلالها جيدا من أجل أن تكون مرتكزا لنهضة اقتصادية يستفيد منها الشعبان سواء على مستوى موريتانيا نحو الشمال أو سواء على مستوى المغرب نحو إفريقيا”.