أكد وزير الشغل والإدماج المهني محمد يتيم، خلال انعقاد الجمع التأسيسي للشبكة الإفريقية لسياسات ومصالح التشغيل، والتي ستعرف المصادقة على القانون الأساسي للشبكة وانتخاب أعضاء هيئاتها التنفيذية، اان موضوع التعاون جنوب-جنوب يكتسي أهمية بالغة لبلداننا الإفريقية، إذ أنه حتمية تفرضها جسامة التحديات التي تواجه بلداننا مما يستلزم مراجعة الأنماط التقليدية للتعاون، التي استنفدت قدرتها على تلبية الحاجيات المتنامية للشعوب الإفريقية.
وتابع يتيم بأن الوصول إلى تحقيق مثل هذه الأهداف، يستوجب عقد شراكات في إطار شبكات إقليمية أو دولية، لتنفيذ مشاريع محددة في القطاعات الإنتاجية، والمحفزة للنمو وخلق فرص العمل المنتج واللائق، إذ إن جهود المغرب للنهوض بالتعاون جنوب – جنوب تنبثق من قناعة أن التعاون بين دول الجنوب يعتبر أداة أساسية لتحقيق التكامل بين اقتصاديات بلدان الجنوب والاندماج في الاقتصاد العالمي، وبمثابة إستراتيجية تساهم في تحقيق أهداف الألفية للتنمية.
كما أن الوضع المتقدم الذي حظي به المغرب لدى الاتحاد الأوروبي يجعله مؤهلا للقيام بدور فعال في تقوية التعاون شمال – جنوب في اتجاه اعتماد مقاربة تنموية أكثر عدالة تأخذ بعين الاعتبار وضعية الدول الإفريقية.
وستظل المملكة المغربية، وفية لمبادئ التضامن في علاقاتها مع الدول الإفريقية الشقيقة من أجل بناء علاقات التعاون المتبادل والمفيد، مصممة على الانخراط في المساهمة الملموسة في نهضة القارة على كل المستويات.
وفي ذات السياق، تحدث يتيم عن التحديات التي تواجه الدول اللإفريقية والتي تتجلى أساسا في مواجهة مجموعة من القضايا الشائكة كالبطالة والرفع من معدلات التنمية، وقدرة القطاعات الاقتصادية على توفير فرص عمل في إطار سياسة للشغل أكثر إدماجا، والتي لا يمكن الحد منها إلا في إطار التعاون ومن خلال تبادل التجارب الناجحة، وفي هذا الصدد فان وزارة الشغل والإدماج المهني وضعت خبرتها التقنية في مجال محاربة البطالة و النهوض بالوساطة في التشغيل رهن إشارة الإخوة الأفارقة سواء بشكل مباشر أو في إطار الجمعية الدولية للمصالح العمومية للتشغيل.
يشار أنه من أجل توسيع التعاون في هذا المجال، جاءت فكرة إنشاء شبكة إفريقية للشراكة في مجال إنعاش التشغيل والوساطة في سوق الشغل، والتي تم تداولها مع العديد من البلدان الإفريقية على هامش المنتدى الدولي حول السياسات العمومية للتشغيل، المنعقد يومي 2 و3 مارس 2016 بمدينة مراكش.
و تهدف هذه الشبكة الإفريقية إلى تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجال التشغيل من خلال تبادل الخبرات وتقاسم أفضل الممارسات سواء على مستوى سياسات واستراتيجيات التشغيل أوالخدمات والبرامج المحفزة التي تسهر على تنفيذها المصالح العمومية للتشغيل.