وتستمر المهازل …..

ذات صباح استيقظ العالم كله على أم المهازل تنبعث من اذاعة وتلفزة جنرالات الجزائر. وهي الاعلان عن تأسيس ما يسمى بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. ومن سخرية الأقدار أنهم أعلنوا عن تأسيسها بمدينة تندوف، مما يعني أن مؤسسيها على أرض مغربية وبالتالي فهم مغاربة،كان ذلك بتاريخ 27. فبراير 1976، منذ ذلك التاريخ والعالم خاصة أحراره الذين لا تغريهم الأموال ولا يشترون ببترول العساكر يضحكون بملء افواههم خاصة حينما تناها الى مسامعهم نبأ تأسيس منظمة الاتحاد الافريقي بتاريخ 9 يوليو. 2002 وأن من جملة المؤسسين كيان لا تتوفر فيه مقومات الدولة المتعارف عليها عالميا، بل يوجد على أراضي دولة أخرى يقتات على صدقاتها اسمه “الجمهورية العربيةالصحراوية الديمقراطية” وبجانبه من المؤسسين نيجيريا مصر اثيوبيا جمهورية كونغو جنوب افريقيا وغيرهم من دول القارة الذين يقام لهم ويقعد، ولعل ثالثة الاثافي هذه التي اصبحنا عليها بتاريخ 12/10/2022 حينما أعلن عن رئاسة الوهم والخيال انه سيتم : (الشروع في مسار جبر الضرر الخاص بالضحايا. من أبناء شعبنا المتضررين من اخطاء ارتكبت بحقهم في مراحل ماضية من كفاحنا الوطني يمثل استحضار الروح المسؤولة والحاجة الوطنية الملحة) انه العبث في أبشع صوره والاستخفاف بالعقول في اقبح ما يتخيله المرء.

تطرح هذه النكتة السخيفة التي تستحق ان تكون نكتة القرن عدة أسئلة لو استحضرتها جنرالات الجزائر لما أمروا بها بيادقهم لعل اهمها: من أين ستأتي أموال التعويض وجبر الضرر؟ هل لجبهة البوليساريو الموارد التي تكفي لذلك وهي التي تصر دائما على اظهار حاجتها للمعونات القادمة من كل حذب وصوب، وتستجدي في كل مرة الإعانات المادية من الدول الغربية، واذا افترضنا أن هذه الأموال ستؤول الى ضحايا حقوق الانسان كجبر للضرر فعلى ماذا سيقتاتون؟ واذ كانت الجزائر هي الممول لهذا الضرر.

هذا كافي للقول ان ما وقع من اضرار ونحن نعلمها جيدا كانت من وحشية وهمجية العساكر الجزائريين. وفوق هذا وذاك هل سيسمح لآلاف ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان الذين يوجدون في بلدهم المغرب وكذلك في اسبانيا وموريتانيا ودول غربية اخرى-مع ضمانة أممية لسلامتهم من وحشية وهمجية قادة الجبهة التي يعرفونها جيدا- بالعودة الى تندوف قصد المرافعة عن ملفاتهم؟ أم ستعطى دريهمات قليلة للذين يوجدون في المخيمات وهم في أمس الحاجة الى ذلك. وفوق هذا وذاك هل سيسمح للمراقبين الدوليين وللصحافة الدولية الحضور الى هذه المهزلة ؟ أم سيتم تغطية مخرجات النكتة “البااايخة” من طرف الاعلام الجزائري فقط؟

إن الذي عليه أن يعطي للصحراويين المغاربة تعويضات قد لاتجبر اضرارهم مهما كانت قيمتها هي الدولة الجزائرية بما فعلت بهم منذ بداية السبعينيات. لقد فرقت بين الأب وولده والزوج وزوجته وشتت الأسر وأشعلتها حربا ضروسا اتت على الاخضر واليابس وهي المتسببة الاولى والأخيرة فيما يعانيه اخواننا واهلنا وهم يكتوون بحرارة وصقيع تندوف.

السؤال الكبير الذي يفرض نفسه كيف لحركة انفصالية لاتعرف الا العنف والقتل والتجويع أن تقود مصالحة وطنية؟ نستحضر هنا ونحن نتحدث عن هذه النكتة الغبية مثلا مغربيا يقول “يا المزوق من برا اش اخبارك من الداخل”
ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.

 

المصدر ميديا : حجيبة ماء العينين

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد