نزهة الوافي: حلم الطبيبة ومشوار السياسية على كرسي كتابة الدولة

من مدينة الزوايا والعلم المحروسة بأغصان الزيون أشرق حلمها، لتقطف أولى شهادات الدراسة من مدينة قلعة السراغنة، شهادة باكلوريا في العلوم.

حلم رأت فيه نفسها طبيبة إذ حصلت على معدل مرتفع، إلا أن رغبة الأهل أتت عكس ذلك، لينتهي الحلم بخطوة جديدة في مسار علمي بيولوجي بجامعة القاضي عياض بمراكش، تقول في احدى تصريحاتها الإعلامية : ” رفض والدي أن ألتحق بكلية الطب بالرباط لأنه لا يوجد أقارب لنا بمدينة الرباط حيث يفترض أن أكمل مساري، فكانت وجهتي نحو مدينة مراكش بجامعة القاضي عياض فالتحقت أولا بشعبة البيولوجيا وبعد انخراطت في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، تقاعست بعض الشيء عن الدراسة لأغير الشعبة للآداب العربي، بعدها حصلت على الإجازة سنة 1996 بعد إنجاز بحث تحت “التغيير الاجتماعي عند المفكر مالك بن نبي” .
بعد حصولها على الإجازة في الادب العربي، تزوجت نزهة الوافي، وانتقلب رفقة شريك حياتها الى ايطاليا، هناك أصرت نزهة على أن تتمم مشوارها العلمي بجامعة السوربون بفرنسا لتحصل على الماستر تخصص علم الاجتماع بعد إعداد أطروحة بعنوان “العلمانية في الفكر العربي” تحت إشراف عالم الاجتماع الشهير برهان غليون، تقول الوافي “كانت المرحلة صعبة جدا لأن ذلك تطلب مني الانتقال باستمرار بين إيطاليا وفرنسا خلال ثلاث سنوات، كما أنني لم أكن أتوفر على منح، ولا أنسى أن زوجي ضحى معي كثيرا، فضلا على ضرورة ضبط اللغة الفرنسية لأنه لم يكن يسمح لنا بالخطأ سواء في العروض الكتابية أو الشفوية، وهذا كان يسلتزم الكثير من العمل اليومي وهو ما جعلني أدمن على القهوة بفعل السهر”.

إلى جانب دراستها انخرطت الوافي في العمل الجمعوي والسياسي من خلال انخراطها في لجنة للهجرة للحزب الديمقراطي من أجل مكافحة العنصرية، فاستطاعت بفضل ذكاءها وجديتها إيقاف حملة طالت مجموعة من الجزارين المسلمين، الذين كانوا يديرون مجموعة من محلات الجزارة عبر فرض شروط تعجيزية عليهم من لدن اليمين المتطرف.

لجنة الهجرة التي كان يرؤسها بترو مارشينارو، ضمت مجموعة من المحامين والسياسيين الذين ينتمون لمختلف الجنسيات والديانات، وقد تمكنت الوافي أن تلتقي بترو خلال ولايته، فعلمت على التنسيق معه لصالح القضية الوطنية طيلة مدة انتدابها بمجلس أوروبا، على اعتبار أنه رئيس اللجنة السياسية بمجلس أوروبا.

اشتغلت نزهة الوافي كأستاذة مساعدة بجامعة أليساندريا بإيطاليا بشعبة العلوم الاجتماعية ما بين 2005و2007 .

مسار علمي لم يوقفهم انشغالاتها الكثيرة، بل أصرت أن تكمل مسارها العلمي، وحاليا ستناقش الوافي الدكتوراه خلال الشهر المقبل، في علم الاجتماع بعد إعدادها أطروحة ثمرة بحث ميداني حول تحت عنوان ” المواطنة العابرة للحدود دراسة سوسيولوجية للمهاجرين المغاربة”، حيث كانت الخلاصة أن المواطن المغربي ليس مقيما أو مهاجرا بل هو عابر للقارات وأنه بإمكانه أن يعطي قيمة مضافة لمحاربة التطرف عبر المزيد من الحوار.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد