نبيل بنعبد الله : قضية وحدتنا الترابية أولوية الأولويات

أكد محمد نبيل بنعبد الله االمين العام لحزب التقدم والاشتراكية صباح اليوم السبت 10 شتنبر خلال الدورة العاشرة للجنة المركزية، أن المغرب الكبير، ومنطقة الساحل الإفريقي، والقارة الإفريقية عموماً، ليست أبداً في معزلٍ عن الأطماع الهيمنية، وليست غائبة عن حساباتِ المصالح الاقتصادية للقوى الكبرى، ومنها عددٌ من البلدانُ الأوروبية التي لها ماضٍ استعماري في المنطقة، والتي تسعى، بشتى الطرق، إلى الحفاظ على نفوذها التاريخي الذي يتعرض إما إلى مُزاحمةٍ من قوى كبرى عالمية أخرى، أو إلى تطلعِ بعضِ بلدان المنطقة نحو التحرر من التبعية ونحو إقامة علاقاتٍ نِــــدِّيَّةٍ ومتوازنة مع الجميع، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب “.

وتابعا بنعبد الله ” في هذا الخضم يتعين أن نفهم التطورات الراهنة لقضية وحدتنا الترابية، والتي حصد المغرب بصددها نجاحاتٍ هامة، تجسدت، بالخصوص، في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وفي التطور الكبير الحاصل في موقف الجارة إسبانيا، وكذا في موقف ألمانيا، بخصوص قضية وحدتنا الترابية، فضلاً عن التطور الإيجابي في مواقف عدد من البلدان الإفريقية، وغيرها. فبقدر ما تُحققه بلادُنا من مكاسب وانتصاراتٍ على هذا المستوى، بقدر ما ينبغي أن نتوقع تعاظم التحديات والمناورات والتشويش، في محاولةٍ لمعاكسة وكبح التقدم الذي يتم إحرازه على درب الطي النهائي لهذا النزاع المفتعل”.

وبخصوص الخطوة الغير المسؤولة التي اقدم عليها قيس سعيد ، علق بنعبد الله ” يتعين أن نقرأ الخطوة الرعناء التي أقدم عليها الرئيسُ التونسي، باستقباله رسميا للرئيس المزعوم لجمهورية الوهم. وهي الخطوة التي تمت مواجهتها بالرفض والإدانة، ليس فقط من قِبَــــلِ الشعب المغربي وقواه الحية وكافة مؤسساته، بل أيضاً من عددٍ من البلدان الإفريقية، وحتى من الأوساط التونسية المُـــــــتَـــــــعَــــــقِّـــــــــلَـــة، وعلى كل حال، من المؤكد أن الخطوة الحمقاء للرئيس التونسي كانت غير مستقلة، وجاءت بضغطٍ واضح من حكام الجزائر، ومن المُـــــرَجَّــــحِ أيضاً بمشاركة أو مباركة جهاتٍ أخرى لا يخدم مصالحَهَا التصاعدُ المطرد لمكانة بلادنا، دوليا وإقليميا، وتوطيدُ سعيها نحو الدفاع المستميت عن سيادتها وتنويع شراكاتها، من خلال العلاقات القوية والواعدة التي استطاعت بلادُنا أن تُطَوِّرَهَا وتُـــــمَــــتِّـــــنَـــهَا مع بلدان هامة أشرنا إلى بعضها أعلاه ”.

واكد زعيم التقدم والاشتراكية على أنَّ العنصر الأقوى، الذي تمتلكه بلادنا في مواجهتها لكل التحديات، يظل هو ضرورة تمتين الجبهة الداخلية. ويستدعي ذلك المُضي قُدُماً في توطيد البناء الديموقراطي؛ وفي بناء اقتصادٍ وطني قوي يحقق السيادة والأمن في المجالات الحيوية؛ وكذا في إقرار العدالة الاجتماعية، وضمان استفادة كافة المغاربة من ثمار النمو على قَدَمِ المساواة. مضيفا ” إنها رهاناتٌ تستلزمُ تمتين اللحمة الوطنية، والالتفاف الملتزم لجميع القوى الحية والفاعلة حول المؤسسة المَلَكية، بالنظر إلى دورها الطلائعي والقيادي، الذي لن يستقيم من دونه المُضــــــِيُّ قُدُما في مسار الإصلاح، وفي تحقيق التطلعات التنموية والديموقراطية لشعبنا”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد