من يشوه ذاكرة الصويرة ؟

المصدر ميديا : عبدالله المتقي

بداية، دعونا نتفق أن “الصويرة ” من مدن المغرب الثقافية ذات الجذور التاريخية والماضي العريق، فهي تتوفر على رصيد هام في الميادين التاريخية ، الحضارية ، الاقتصادية ، الاجتماعية والثقافية ، فمنذ تأسيسها من طرف السلطان العلوي سيدي محمد ابن عبدالله برزت مدينة بسكان ينتمون إلى مناطق وجنسيات متباينة .

وقد استطاعت هذه المدينة العلوية الأصيلة أن تحافظ على طابعها التقليدي والجمالي الذي يجعل منها مرجعا تاريخيا وثقافيا وحضاريا بالغ الأهمية ، ويكفي مهرجانها العالمي و” الكناوي “نموذجا .

هكذا هي الصويرة ذات الحضور التاريخي الذي أملته مجموعة من العوامل ، مثل حضورها في مختلف مراحل تاريخ المغرب ـ، هذا بالإضافة لكونها منطقة امتزاج وتلاقح بين عناصر ثقافية وحضارية متنوعة .

لكن يبدو أن بصمات الحاضر تعرف استهتارا بجماليتها وذاكرتها ، وتكفي ساحة ” أورسون ويلز ” ، وسميت كذلك ، نظرا لأن هذا المخرج السينمائي الأمريكي شارك بفيلمه ” عطيل” باسم المغرب ضمن فعاليات مهرجان ” كان ” الفرنسي ، والذي حصل من خلاله على السعفة الذهبية، وللإشارة أن هذه التحفة السينمائية تم تصويرها بمدينة الصويرة .

وبالمناسبة، فهذا النجم السينمائي كان مخرجا، منتجا سينمائيا، ومنفذ برامج إذاعية، والأكثر منه، أن مؤسسة الأفلام البريطانية في مسح لها، اختارته سنة 2002 كواحدة من أعظم رجالات السينما، لكن في الساحة التي سميت باسمه ، يستفزك “نصبه التذكاري ” الذي دشنه جلالة الملك محمد السادس حين كان وليا للعهد ، نعم يستفزك وبألم جارح ، ومجموعة من المنحوتات المبعثرة والتي تشوه الساحة بعدما كانت من بصمات المدينة الجميلة .

نعم، وبكامل العراء والشفافية، وغيرة على هذه المدينة العالمية، أن هذه المنحوتات أصبحت شبه مراحيض ومرتعا للقطط والكلاب والمنحرفين، هذا الاستهتار بذاكرة المدينة أدى إلى تطاول بعض الفنادق المصنفة إلى نقل منحوتتين من الساحة لتزيين واجهتهم.

وعجب العجاب؛ أن مدينة الصويرة تعتبر من ضمن التراث العالمي اللإنسانية حسب منظمة اليونيسكو؛ فهل من ضمير وطني انساني؟ وهل من صيانة مواطنة لتراث هذه المدينة التاريخية؟

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد