الخميسات : ياسين الحاجي
خلدت طيلة الأسبوع الجاري المؤسسات التعليمية بإقليم الخميسات الذكرى 73 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال و التي تصادف 11 يناير من كل سنة، و ذلك في إطار اتفاقية شراكة مبرمة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، حيث شهدت مختلف الأنشطة تنوعاً من حيث البرامج و المحتوى و تفاعل معها بشكل إيجابي معظم المتعلمين و المتعلمات.
و على مستوى الثانوية الإعدادية الخميسات احتضنت قاعة الأنشطة لقاء تواصليا حضره تلميذات وتلاميذ المؤسسة في إطار تخليد ذكرى وثيقة الاستقلال حضرتها عدت فعاليات على رأسها المندوبة الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالخميسات ومقاومين محليين بالمنطقة من قبيل الحاج أحمد أورحو و فرتات الطيب.
و تضمن برنامج اللقاء عزف النشيد الوطني بحماس من قبل الحضور، تلته كلمة لمدير المؤسسة حمزة بنحمو رحب من خلالها بالحضور الوازن و الضيوف الكرام مذكرا في ذات الوقت بأهمية محطة تقديم وثيقة الاستقلال، و تناولت الكلمة الأستاذة فوزية بوكريان التي تواصلت مع تلميذات وتلاميذ المؤسسة حول مجموعة من التواريخ المهمة في التاريخ المغربي المجيد، تلا ذلك عرض من إنجاز الأستاذة زهرة مباركي غني بمعلومات تاريخية مهمة من المعاناة التي عاشها الشعب المغربي منذ الحماية الفرنسية سنة 1912 إلى غاية تحقيق الاستقلال سنة 1956، و اختتم اللقاء التواصلي بشهادات حية للمقاوم الحاج أحمد أورحو الذي ذكر التلاميذ بجملة من المحطات التاريخية الملحمية من أجل الانعتاق من قيود المستعمر وتحقيق الاستقلال إلى جانب تضحيات جسيمة لمجموعة من المقاومين المغاربة من أجل الوطن، و التي انطلقت بالمقاومة المسلحة ضد المستعمر من قبل أبطال سجلت أسماؤهم بماء الذهب في التاريخ المغربي العريق أمثال عبد الكريم الخطابي بطل معركة الريف أنوال وموحى اوحمو الزياني بطل المقاومة بالأطلس المتوسط تلتها بعد ذلك مقاومة سياسية وطنية من بين روادها الزرقطوني، بلافريج، والشهيد علال بن عبد الله.
كما احتضنت كل من الثانوية التاهيلية عبد الله كنون و الثانوية التأهيلية موسى ابن نصير و ثانوية الياسمين بالخميسات و أيضا عدة مؤسسات تعليمية بمدينة تيفلت و مناطق أخرى بالإقليم عروضا تاريخية تحت إشراف المندوبية الإقليمية للمقاومة و أعضاء جيش التحرير بالخميسات، كانت مناسبة للمتمدرسين من أجل تعزيز الهوية الوطنية التي تعتبر جزءا مهما لخلق توازن ناجح.
و احتفلت مؤسسة عثمان بن عفان بالخميسات بذكرى تقديم وثيقة الاستقلال بساحة المدرسة حيث رسم التلميذات و التلاميذ لوحات رائعة على إيقاع الألحان الوطنية و الأعلام و الرايات المغربية، و في كلمة له حول النشاط قال مدير المؤسسة لحسن بياضي بأن الشعب المغربي، يخلد يوم 11 يناير، الذكرى 73 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تعد منعطفا حاسما ومحطة مشرقة في مسلسل الكفاح الوطني، الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من أجل الحرية والاستقلال.
و أضاف أنه في مثل هذا اليوم من سنة 1944 قدمت وثيقة المطالبة بالاستقلال لبطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، وسلمت نسخة منها للإقامة العامة ولممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا بالرباط، كما أرسلت نسخة منها الى ممثل الاتحاد السوفياتي.
و أردف قائلا أنه منذ صدور ” الظهير البربري” سنة 1930، الذي أعقبته سلسلة من المواجهات والمعارك ضد التدخل الاستعماري، خاض الشعب المغربي سلسلة مواجهات للحصول على استقلاله، فتم تأسيس كتلة العمل الوطني ، وتقدمت الحركة الوطنية المغربية بمطالب في هذا المجال سنتي 1934 و 1936 في الوقت الذي استمر فيه النضال بالمدن والبوادي من أجل تعميق الشعور الوطني وتعبئة المواطنين في أفق الكفاح من أجل الحرية والاستقلال.
و اختتم الأستاذ لحسن بياضي كلمته قائلا : “وما إن حلت السنة الموالية لانعقاد مؤتمر أنفا حتى هيأت نخبة من الوطنيين وثيقة ضمنوها المطالب الأساسية المتمثلة في استقلال البلاد، وذلك بتشجيع وتزكية من جلالة المغفور له محمد الخامس الذي كان يشير عليهم بما يقتضيه نظره من إضافات وتعديلات وانتقاء الشخصيات التي ستكلف بتقديمها مع مراعاة الشرائح الاجتماعية وتمثيل جميع المناطق في بلورة هذا الحدث المتميز في تاريخ البلاد”.
و حول الأنشطة التي نظمتها المندوبية الإقليمية للمقاومة بالخميسات قالت الأستاذة فوزية بوكريان في تصريح للمصدر ميديا أن تخليد ذكرى تقديم وثيقة الإستقلال تعتبر فرصة من أجل ربط الحاضر بالماضي لاستخلاص الدروس والعبر للأجيال الصاعدة والتعرف على ملحمة الكفاح من أجل الكرامة والحرية في إطار إجماع وطني متدفق، بالإضافة إلى ترسيخ الذاكرة الوطنية لدى الناشئة داخل المؤسسات التعليمية.
و تجدر الإشارة إلى أن عدد من المؤسسات التعليمية بإقليم الخميسات خلدت الذكرى الوطنية وفق برامج مسطرة شملت أنشطة و ورشات و لقاءات تواصلية ذات طابع تاريخي وطني.