محمد الغيث ماء العينين: رسالة الرئيس الألماني للملك محمد السادس تجاوب مع مطلب المغرب بقرن الأقوال بالأفعال

أكد محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن رسالة الرئيس الألماني لصاحب الجلالة الملك محمد السادس “جاءت في مضمونها و شكلها بمثابة تجاوب مع مطالب المغرب بقرن الأقوال بالأفعال وإضافة إلى ما طبعها من عبارات إطراء على المغرب تحت قيادة جلالة الملك تصل درجة ‘الغزل السياسي’ وإلى إعادة تأكيدها على ما جاء في تصريحات الخارجية الألمانية لشهر دجنبر الماضي”.

وقال ماء العينين في تصريح لـ “المصدر ميديا” أن رسالة الرئيس الألماني “تتضمن جوانب عملية يمكنها الارتقاء بالعلاقات المغربية الألمانية إلى مستوى متميز يتجاوز مستوى العلاقات الألمانية مع باقي دول المنطقة وهو ما تم التعبير عنه في الرسالة بالشراكة الجديدة التي سوف يكون إرساءها هو أهم اهداف الزيارة التي وجه الرئيس شتاينماير دعوة لجلالة الملك محمدالسادس للقيام بها”.

وأضاف نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات أنه “يمكن أن نقرأ من رسالة الرئيس الألماني بعض أهم محاور هذه الشراكة الجديدة الاستراتيجية من قبيل الشراكة في مجال مكافحة التغير الطاقي وفي مجال التحول الطاقي مما يؤشر إلى إمكانيات جدية في إطلاق المشاريع الكبرى في مجال الهيدروجين الأخضر التي كان موضوع الساعة قبل اندلاع الأزمة بين البلدين”.

وأوضح نفس المتحدث “أن الحديث عن النموذج المغربي في تكوين الأئمة وعن دوره الأمني في محاربة الإرهاب وعن أهمية ذلك بالنسبة لألمانيا يفتحان المجال ليس فقط لدور مغربي متميز في ألمانيا في هذا المجال بل كذلك في عموم اوروبا نظرا لمكانة برلين المحورية فيها، كما أن إعادة التذكير بالدور المغربي في حل الأزمة الليبية والتوقف عند الدور الإقليمي للمغرب والإشادة بمساهمته في تنمية واستقرار المنطقة تفصحان عن إرادة ألمانية باعتماد المغرب كشريك وحليف استراتيجي متميز في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط”.

وكان الملك محمد السادس قد توصل برسالة من الرئيس الألماني فرانك والتر شتاينماير، بمناسبة حلول السنة الجديدة 2022، وفق ما كشف بلاغ صادر عن الديوان الملكي يوم الأربعاء 5 يناير الجاري.

وذكر البلاغ أن الرئيس الألماني أكد على متن الرسالة أن المغرب شهد إصلاحات واسعة تحت قيادة الملك محمد السادس، مذكرا بـ”دعم ألمانيا المستمر والقوي للتطور الرائع في المغرب”.

وأضاف الرئيس الألماني: “أثمن عاليا مبادراتكم المبتكرة في مكافحة التغير المناخي وفي مجال التحول الطاقي”، مبرزا أنه “بفضل التطور الديناميكي لبلدكم، أصبح المغرب موقعا مهما للاستثمار بالنسبة للمقاولات الألمانية بإفريقيا”.

وفي هذا السياق، وجه الرئيس شتاينماير دعوة إلى الملك محمد السادس للقيام بـ “زيارة دولة إلى ألمانيا”، من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”.

وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أكد شتاينماير في رسالته إلى الملك محمد السادس أن ألمانيا “تعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدم في سنة 2007 بمثابة جهود جادة وذات مصداقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل إلى اتفاق لهذا النزاع الاقليمي”.

كما ذكر بـ”دعم ألمانيا، منذ سنوات عديدة، لمسلسل الأمم المتحدة من أجل حل سياسي عادل ودائم ومقبول من كافة الأطراف”.

وحرص الرئيس الألماني على إبراز الدور المهم للمملكة على المستوى الإقليمي. وأضاف الرئيس شتاينماير في هذا الصدد: “أشيد بالمساهمة الكبيرة لبلدكم من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة”.

وفي هذا الإطار، سجل “الالتزام المتفرد للمغرب في مجال محاربة الإرهاب الدولي، وهو أمر ضروري بالنسبة لألمانيا وأمنها”، وتابع: “نعتبر، أيضا، النموذج المغربي لتكوين الأئمة بمثابة عنصر واعد من شأنه القضاء على التطرف”.

وختم الرئيس الألماني رسالته إلى الملك محمد السادس بالقول: “إن بلدي وأنا شخصيا، ممتنون لكم للغاية على انخراطكم الفعال من أجل مسلسل السلام في ليبيا”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد