متحف محمد السادس للفن المعاصر أيقونة الذاكرة الثقافية للمملكة

المصدر ميديا : عبد الله المتقي

يتميز التراث المغربي بتنوعه وثرائه ومكوناته التي تؤرخ لحقب تاريخية من هذا البلد العتيق ، وفي ظل اتساع وتنوع عطاءات الساحة الفنية وانفتاحها على العالم، وتعزيز الذاكرة الثقافية والفنية ،، تم تأسيس المؤسسة الوطنية للمتاحف ، وهي مؤسسة وظيفتها تدبير إدارة المتاحف وشؤونها والمحافظة عليها لصالح الدولة.

وتساوقا مع هذه الاستراتيجية الثقافية ، تم إنشاء متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ، وهو أول مؤسسة متحفية في المملكة تختص بالفن الحديث والمعاصر ، والأجمل منه ، أنها تستجيب للمعايير المتحفية الدولية ، أما واختيار بالرباط عاصمة فلا لشيء سوى أنها مدينة عريقة و تزخر بتراثها الغني وحيويتها الثقافية والفنية.

البنية المعمارية للمتحف
البناية ذات بنية خصوصية وبهوية التنوع الثقافي ، حيث التقاطع بين الماضي العريق والحاضر الملائم للنسيج الحضري لقلب العاصمة ، إنها هندسة ذات طابع عربي ، موريسكي ، حيث يندهش الزائر لهذه المعلمة بسحر استثمار الأشكال التقليدية وإعطائها أشكالا فنيا وبلمسات معاصرة ، وبذلك تستمر القدامة في الحداثة، والحداثة في القدامة .

وأنت تتجاوز عتبات ، المتحف تذهلك الأقواس المستوحاة من الطراز العربي الموريسكي ، ناصعة البياض ، تتكون من أعمدة مزدوجة الأقواس بمعية درابيز تستعيد زخرفة ” الكتف والدرج “، كي تعكس صورتها الظلية تبعا للأضواء والفصول .

هي بمثابة بانوراما تاريخية لتطور الفن الحديث والمعاصر بالمغرب ، حيث تمكنك صالات العرض السفر عبر تحقيب زمني لأجيال مختلفة من المبدعين المغاربة تنتمي لأربع فترات زمنية .

فضاءات ساحرة وتواريخ تشكيلية

وأنت في فضاءات المتحف ، تحيلك لوحاته إلى عفوية التشكيل المغربي مع بدايات القرن العشرين وإلى نهاية الخمسينيات ، ومن أسمائهابن علي الرباطي ، مريم مزيان …
في حين تهرب بك لوحات فريد بلكاهية ، أحمد الشرقاوي ، محمد شبعة وغيرهم إلى عوالم تشكيلية مختلفة ومائزة ، ميزتها أنها حداثية ، ويحركها البحث عن الهوية والخصوصية الثقافية ، في حين تحيلك أعمال نجية محاجي، محمد نبيلي ، عباس الصلادي ، مصطفى بوجمعاوي ، وعبد الرحيم يامو و…حيث التشظي والتنويع والفردانية ، وشساعة الابداع ، واكتشاف جزر فنية جديدة، ثم نهاية القرن العشرين إلى اليوم ، وتتعلق بعروش الفنانين الشباب الذين برزوا في نهاية القرن العشرين ومازالوا يساهمون في إثراء المغرب التشكيلي .

كما المتحف لم يهيأ ليكون فقط فضاء للعرض، أو للمحافظة على التراث الفني، بل صيغ للاضطلاع بأدوار متعددة، من خلال مرافقه المتكاملة، من قاعة متعددة الوسائط مجهزة لاستقبال الدارسين والباحثين، ومختبر، ووحدة استقبال للجمهور، ومنهجية جديدة في البرمجة، لا تتعامل مع المكان كبقالة تفتح وتغلق في ساعة محددة»، يقول السيد مدير المتحف.

مهام المتحف
يسعى متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر لأن يكون فضاء لتحفيز المواهب على الابداع ، وكذا فضاء ينسجم فيه الزوار مع إبداعات الذاكرة التشكيلية المغربية ، للمساهمة في وضع المغرب على محك التفاعل مع التحولات التي تعرفها خريطة الفن المعاصر بالمغرب ، وفي نفس السياق ، أوضح ال عبد العزيز الادريسي مدير متحف في تصريح بالمناسبة لوكالة المغرب العربي للانباء أن المتحف يكرس مرحلة جديدة من تاريخ التحافة بالبلاد، محققا طموح الفعاليات الثقافية الوطنية منذ ستينيات القرن الماضي.

وفي نفس الآن ، فإن هذا الانجاز الجمالي مطالب بإنجاز مهمة تأسيسية لتشكيل رصيده الدائم من المعروضات،ومدعو الى انجاز مهمة تأسيسية متعبة لتشكيل رصيده الدائم من المعروضات. وإلى ان يكون واجهة للتحاور مع الفنانين ، من خلال الجمع بين الكلاسيكي للعرض وهوية مركز حي للفن والإبداع، عن طريق استضافة الفنان لانجاز عمل في عين المكان، بما يسمح للزوار بالاطلاع على مراحله في صيغة تفاعلية، تعتمدها أحدث المتاحف العالمية. تشجيع تطور الفن التشكيلي، وابتكار طرق جديدة لتوجيه وتأطير العمل الفني، هو الرهان الأساسي.

وقبل أن نسدل الستار حول هذه المعلمة التاريخية التي تعتبر إنجازا تاريخيا ، من شأنه صيانة الذاكرة الفنية بالمغرب ، وهي خطوة لا يمكن أن يتحمل تبعيتها فرد لوحده، بل يسهر على حيويته وحياته فريق عمل مغربي شاب يملك من الطاقات ما يكفي ، متخصصة في علم التحافة ومتخصصة في مجال التاريخ والوساطة الثقافية ،

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد