بعد اقل من أربع اشهر، أنهى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مسار رئيس وزرائه عبد المجيد تبون، التي أبانت مؤشرات تعينه الأولى ان الرجل يحضى بمساندة قوية من قصر المرادية، ظهرت مع انطلاق حملته التي إستهدفت رجال أعمال جزائريين بتهم تتعلق بالفساد وإهدار المال العام.
هذه المساندة والحملة التي شنّها الوزير الأول الجزائري عبد المجيد تبون، سرعان ما بدأت في الفتور والخمود، وخاصة بعد ان انتقدت صحف جزائرية مقربة من الرئاسة، لقاء تبون “غير الرسمي” بنظيره الفرنسي إدوار فيليب في باريس، الذي لم تعلن مصالح الوزارة الأولى في البلدين عن فحواه، معتبرةً أنها “خروج عن الطريق”، باعتبار أن العلاقات مع باريس من اختصاص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مثلما هو الحال لمجمل السياسة الخارجية للجزائر.
متاعب تبون مع القائمين على قصر المرادية لم تكن بسبب لقائه غير الرسمي مع نضيره الفرنسي إدوارد فيليب فقط، فقد بدأت مؤشراتها تظهر مع انطلاق حملته التي إستهدف رجال أعمال جزائريين، وخصوصا صراعه الأخير مع رجل الأعمال الجزائري” علي حداد” الذي يعد من أبرز رجال الأعمال في الجزائر، وله نفوذ كبير في الوسط السياسي والإعلامي، ويعد أحد المقربين من شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، سعيد بوتفليقة.
سعيد بوتفليقة مستشار بوتفليقة، الذي يسير الجزائر في هاته الظرفية رفقة جنرالات و مسؤولون داخل الجيش الجزائري، لم يكن ابدا بعيد عن الصراع، حيث بدأت بوادر صراعه بين الوزير الأول “تبون” مع تنصيب الوزير الأول، واتضحت بشكل علني بعد اللقاء الشهير بين سعيد بوتفليقة و صديقه المقرب علي حداد في مقبرة العالية بمناسبة تشييع جنازة رئيس الحكومة السابق رضا مالك.