كتاب “الشباب المغربي وتحديات المشاركة السياسية” يطرح أزمة مشاركة الشباب في المشهد السياسي

في إطار برنامج ” مقهى المواطن”، نظم أول يوم أمس في كل من مدينة مريرت ومدينة خنيفرة، بمبادرة من حركة مواطنون، لقاءا لمناقشة الإصدار الجديد للكاتب المغربي الشاب إسماعيل الحمراوي حول كتابه الجديد ” الشباب المغربي وتحديات المشاركة السياسية”، بمساهمة متميزة من فعاليات المدينتين الثقافية في خلق نقاش حول أرضية الكتاب، والتي تناولت أهم الإشكالات والتحديات الكبرى التي تواجه الشباب المغربي في المشهد السياسي سواء كان محليا أم وطنيا.

وقدم إسماعيل الحمراوي، في بداية اللقائين، مداخل للموضوع الذي تناوله الكتاب، حيث طرح مجموعة من الأفكار والمفاهيم والأرقام المرتبطة بالشباب والمشاركة السياسية وكذا إشكالية التمثيلية الشبابية داخل المؤسسات السياسية، فضلا عن سيتاريوهات المشاركة السياسية التي قسمها صاحب الكتاب إلى نوعين: وهما سيناريو الإنتظارية وتربيع الأيدي أو سيناريو المشاركة من أجل التغيير.

كما خصص الحمراوي قراءة سوسيوسياسية في مداخلته حول كتابه الجديد، التي تضمنت نماذج الفضاءات الغير المهيكلة للتعبير السياسي لدى الشباب المغربي، و اعتبر في تحليله لهذا المعطى، أن الفضاءات هي بؤر لاستقطاب الشباب الذي أصبح يعي و يستوعب الأمور بشكل يجعله يتخد مواقف سلبية تجاه المؤسسات القائمة، بداية من الأسرة و نهاية بالمؤسسات السياسية، حيث أضحى الشاب المغربي يأخذ لنفسه فضاءات متنوعة يعبر فيها عن الواقع كالشارع العام، و فضاء الموسيقى، و فضاء الانترنيت علاوة على فضاءات أخرى.

و تناول صاحب الكتاب بالدراسة و التحليل إلى جزء من الوضعية الاجتماعية الحالية و التي اعتبرها تحولا دون السماح للشباب بالمشاركة، معتبرا أن الوضعية الاجتماعية المزرية التي يعيشها الشباب المغربي تجعله، تجعله أمام رد فعل يؤسس لموقف سياسي سلبي من المشاركة السياسية، كأزمة التشغيل و التعليم والصحة و انشغالات أخرى تؤرق بال الشاب المغربي تجعله يمتنع كليا عن المشاركة في العملية السياسية.

و في السياق ذاته، عرج الكاتب الحمراوي في كتابه على تقديم سندات علمية تؤسس لقاعدة جدلية صرفة في علاقة الشياب المغربي بالواقع المعيش و علاقة الواقع بتجلياته المعقدة، سواء كانت هذه التجليات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية بمنطق المشاركة الشبابية من عدمها، إذ لم يبتعد بشكل كبير من الممارسة السياسية التي لها جوانب إيجابية كما لها ممارسات سلبية في التعاطي مع الشباب و مدى إتاحة الفرضة لهم للقيادة و المساهمة في صناعة القرار السياسي.

ثم طرح إسماعيل الحمراوي في الفصل الخامس من كتابه، إشكالية محدودية التمثيل الشبابي لدى المنظمات الشبابية الحزبية و غير الحزبية، ساردا المشاكل التي تعيق المنظمات الشبابية و لا تسمح لهم بلعب أدوار كبيرة لتكون ممثلة للشباب المغربي، مقدما بذلك تسلسلا كرونولوجيا للمجالس الوطنية للشباب بالمغرب و الأدوار التي لعبته في فترات زمنية معينة.

هذه الأرضية لكتاب ” الشباب المغربي و تحديات المشاركة السياسية” لإسماعيل الحمراوي، خلقت نقاشا تفاعليا من لدن الفعاليات المحلية بالإقليم مع مداخلة صاحب الكتاب طارحة إشكالية المشاركة السياسية للشباب و مساهمتهم في المشهد السياسي المغربي، و عرف نهاية النقاش تقديم حلول و بدائل على شكل توصيات من أجل الرفع من الممارسة السياسية.

يشار إلى أن حركة مواطنون نظمت مقهى المواطن بمدينة مريرت بتعاون مع مجلس دار الشباب مريرت أما بمدينة خنيفرة فبشراكة مع مركز روافد للأبحاث والفنون والإعلام، وعرف اللقاءين مشاركة لمثقفي المدينتين والفاعلين المدنيين والسياسيين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد