في حوار خاص مع “المصدر ميديا”، سيتحدث لنا الكاتب فؤاد الجشي عن مساره، وعن ٱخر اصداراته الأدبية.
من هو فؤاد الجشي؟
متقاعد من شركة خاصة -عملت سابقًا في بداية حياتي العملية في القوات البحرية الملكية السعودية مدة أربعة عشر عامًا
منذ متى بدأت الكتابة؟ هل هناك من شجعك؟ وبمن تأثرت؟ هل تنتمي لمدرسة ثقافية معينة؟
بدأت الكتابة في المرحلة المتوسطة خاصة في مادة التعبير كنت أجدها الملاذ الآمن للتعبير عن مواقف الحياة ولكن بطريقة مبتدئة بعيدًا عن اللغة العربية الفصحى ، وجدت الكثير من الأوراق القديمة مخبئة في المستودع القديم ، كنت اعبر فيها بطريقة تلقائية وكانت لي اسراري الخاصة حينها بين قصاصات الورق بعضها تبعث عن الصراحة حيث كنت أقول عندما أكبر لن اخبر أحد في كل رسالة ، بعد مرور الوقت عندما قرئتها لم اتذكر تلك الاسرار مما ضحكت أنا وعائلتي كثيرًا على تلك القصاصات ، لكن الشخص الذي أكتشف شغفي بالقراءة هو عمي كاظم الذي كان يأخذني إلي المكتبة في مدينة الرياض حيث درست الصف الأول من المتوسط وكانت تلك الرواية الضخمة في وقتها “البؤساء” فيكتور هوجو في حينها كنت اتابع جميع الصحف اليومية ” جريدة اليوم” الرياض ، الجزيرة ، والمجلات التي تصل من الكويت ولبنان ومصر، الكويت مجلة النهضة، لبنان مجلة الكواكب، مصر كنت اقرأ رحلات القاص الكبير المرحوم يوسف السباعي كتب الجيب القصصية القصيرة حول العالم التي كنت تباع في مكتبة الصفار وسط سوق القطيف ، ولما بلغت ما بلغت من السنوات تأثرت بكتب الفلسفة والتاريخ وطبعًا الرواية التي تأخذ في مكتبتي حيزًا كبيرًا بين أرففها ، لم أجد نفسي أنتمي إلى مدرسة معينة ولكن ابحث دائمًا عن اللغة الأدبية التي ترتد أفقًا في عقلي وقلبي ، هي تلك الكلمات التي تجعلني أعيش الجمال الذي أجده أمامي في مدينتي أو من خلال السفر والمواقع المخصصة لها ، وأما الموسيقي هي المؤثر المباشر في الحالة المزاجية مع فرش الحروف والكلمات التي تمنح الروح للكون من خلال أجنحة العقل التي تحلق بين السماء والأرض في خيال سريالي غير مرسوم بواقعية في مظهر جمالي نثري يُصفي تلك الروح المبتذلة وقتها بعيدًا عن ألم الواقع في الانفصال والعودة معًا في ديباجة جميلة عليها وقعها في الروح والنفس.
كم عدد الأعمال التي انجزتها؟ عدد إصداراتك، اسماءها، رقم الإصدار الجديد؟
أنجزت عملان الأول عندما تغني الروح مجموعة قصصية وبين طياتها وجدانيات من الزمن القديم ، الثاني ابن العوام التي صدرت قبل أيام عن طريق دار الانتشار لبنان وهي تباع في موقع النيل والفرات والوارقون
ماهي الصعوبات، التي واجهتك، وكيفية التغلب عليه؟
القراءة ليست سهلة في بعض أنواعها التي تحتاج إلى إدراك وتركيز كامل حتى تستوعب مآلات الكاتب التي تجبرك على إعادة القراءة من البداية ناهيك عن براعة بعض المؤلفين وهنا اذكر الروائية المصرية ريم بسيوني أولاد الناس ” ثلاثية المماليك” كانت التجربة التي حيرتني في الفلاش باك “العودة إلى الماضي” السطر الواحد قد تجد أكثر من فلاش باك ، مما اذهلتني هذه الراوية وتأثرت بهندستها الرائعة حتي آخر حرف.
هل ثمة قصة مثيرة وراء إصدارك الجديد، عن ماذا يتحدث وماهي فكرته، عن أي دار نشر، عدد الصفحات، لوحة الغلاف لمن؟
القصة في زمن الماضي الذي مضت حياتي معه في جزء من واقعيته مع إضافة عنصر الخيال الذي يتمتع به المؤلف أثناء الكتابة لكن ثق تمامًا أيها القارئ العقل معرفة تراكمية من حياة وقعت في أخطائها أو سمعت أو رأيتها في الحاضر أو الماضي، وإليك هذا النص من الرواية.
قال ذلك ودخل غرفته وهو يوخزه ضميره على الكذب الذي أصبح لا يفارق لسانه، وحينما يختلي بنفسه في الليل يفكر في كل ما حدث في الفترة الأخيرة، وجد أنه ليس فقط كاذبًا، بل أيضًا خائنًا. لم يخن مريم فقط، بل خان أيضًا منصور الذي استأمنه على أهله وبيته، كل يوم ينام فيه مع جلد الذات يستيقظ بعدها مستكملاً تأنيب الضمير، وهذا التأنيب يزداد يومًا بعد يوم إلى أن بدأ يتقزز من نفسه ويشعر بالحزن بسبب ما يفعل، هذا بالإضافة إلى أن رزقه بدأ يقل بسبب إهماله ونسيانه المتكرر وعدم تركيزه في أمورٍ كثيرة كان يجب أن يفعلها في عمله، فقرر أن يتوقف عما يفعله، وأن يبتعد كليًا عن جميلة وليس تدريجيًا، فبدأ يسير في طريق آخر غير الطريق الذي يمر فيه بجانب دار جميلة، تجنبًا لمقابلتها.
لقد واجهت صعوبات كثيرة في اكتشاف الغلاف وكانت لي رؤية ضبابية حتى جاء النداء من شخص أكن له رفع القبعة احتراما في الومضة التي جاءته واهداها لي مشكورًا، انتهت سريعًا إلى دار الانتشار العربي التي طبعتها مشكورًا.
ما نوعية النصوص، الحبكة والدراما والشخصيات حول ماذا تدور؟
نوعية النص سردية مع شخصيات مختلفة تحت أضواء مجموعة من الممثلين بتركيز مثقل على منير وجميلة الذين تحدث المجتمع عنهما في غياب منصور الشرابي المستمر وإهماله لعائلته التي عانت بسبب غيابه إلى أن وصلت الاحداث بيد منير والنهاية الحتمية لبعض الاشراء أمام العدالة
كم المدة التي استغرقها العمل في كتابته؟
استغرق العمل تقريبًا أربع سنوات غير متصلة بسبب التغييرات والرؤى المختلفة ناهيك عن المزاج العام والحياة الطبيعية الاجتماعية التي لا تتوقف.
كلمة أخيرة لك، ماهي ولمن توجهها؟
إذا أردت إن تكون مدركًا لهذه الحياة عليك أن تقرأ خبرات وقصص الاخرين الموجودة في بطون الكتب قد تكتشف يومًا بأن العقل لا يقف عند شيء محدد وأن النفس قادرة علي صنع التخيلات بعيدًا عن الواقع ، عليك أن تختار القراءة التي تجمع وحدة العقل التي انعمها الله عليك ، ربما تجد الكثير من الكتب لا تناسبك مما تسبب لك هيجان لا يحتمل العقلاء الحديث معك ، الحقيقة والأخلاق سوف تظل النسبية التي لن تتوقف ابدًا.
ما هو السؤال أو الأسئلة التي تمنيت إضافتها؟
كنت أتمنى أن يكون سؤالك الأخير، هل لك رواية قادمة وما مضمونها مبدئيًا.
الرواية القادمة لن تكون عادية سوف تجمع بين الحب والحرب والسلام لكنها تحتاج إلى وقت مستمر يصل إلى سنة ونصف السنة حسب مشيئة الرحمن.
.