في جنوب إفريقيا، جرائم قتل مروعة تذكر بفظائع الماضي

شكلت جريمة القتل المروعة التي راحت ضحيتها سيدتان في مقاطعة ليمبوبو بجنوب إفريقيا، وتقديم جثتيهما للخنازير في مزرعة، حادثا صادما بكل المقاييس. مشهد جدير بأن يكون سيناريو لفيلم رعب.

وبغظ النظر عن هذه الواقعة المؤلمة، فقد صدمت جرائم القتل الشنيعة أمة قوس قزح بأكملها، وهي واحدة من أخطر البلدان في العالم حيث يبلغ عدد جرائم القتل أعلى مستوياتها. ويؤشر هذا الرعب أيضا عن مدى انتشار الجريمة في بلد يعج بالعنف والجريمة المنظمة وقتل النساء والاختطاف مقابل فدية، وخاصة الأجانب.

كما أن القتل الوحشي لماريا ماكغاتو، 47 عاما ، ولوسيا ندلوفو، 34 عاما ، يسلط الضوء على الفقر الذي نال من كرامة العديد من مواطني جنوب أفريقيا، مما أثر على وضعهم في المجتمع.

تعرضت المرأتان لهجوم وحشي من قبل صاحب المزرعة واثنين من المتهمين الآخرين بينما كانتا تبحثان عن طعام يسد رمقهما .

– فظائع تبرز مدى الفقر في جنوب أفريقيا

هذه القضية، التي من المقرر أن تنظر فيها المحكمة في الثاني من أكتوبر الجاري، يتابعها عامة الناس باهتمام شديد، لأنها ليست مسألة عدالة فحسب، بل أيضا تتعلق بالكرامة الإنسانية.

في أمة قوس قزح، تحول الفقر إلى صراع جديد من أجل الحرية والكرامة، حيث يعاني منه المزيد من الناس ، بينما تجاهد البلاد من أجل التعافي الاقتصادي الذي لا يزال بعيد المنال.

ووفقا لوكالة الإحصاء في جنوب إفريقيا، يعيش 18.2 مليون شخص في فقر مدقع، حيث تم تحديد خط الفقر عند 1.90 دولار ا (34 راند) في اليوم. وبالمعدلات الحالية، بحلول عام 2030، سيعيش أكثر من 19.1 مليون مواطن في جنوب أفريقيا على حد أقصى قدره 1.90 دولار في اليوم.

كما أن فظاعة جريمة القتل التي وقعت في حظيرة خنازير ليمبوبو، تذكرنا بشكل مخيف بجريمة القتل البشعة التي تعرض لها رجل وأ لقي بجثته في حظيرة لتلتهمه الأسود.

-صدمة جماعية متجذرة في المجتمع بالنسبة للعديد من المحللين، تعتبر هذه المآسي مظهرا من مظاهر الصدمة الجماعية المتجذرة في مجتمع جنوب إفريقيا ما بعد الفصل العنصري. في هذا الصذذ تقول الناشطة في مجال حقوق الإنسان ووزيرة الوظيفة العمومية السابقة جيرالدين فرازر مولكيتي: “هناك ميل إلى التقليل من حقيقة أن الحمض النووي الجماعي لمواطني جنوب إفريقيا كان قادرا على استيعاب الصدمة”.

وقالت رئيسة مؤسسة “ثابو مبيكي”، في إشارة إلى أهوال حقبة الفصل العنصري: “إن جنوب أفريقيا لم تتعامل مع الصدمة على نطاق واسع”، مضيفة أنه للتعامل مع هذن الصدمة على مواطني البلاد إعادة بناء التماسك الاجتماعي.

وفي سياق ردود الفعل، أدانت العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية جريمة القتل البشعة لامرأتين من السود على يد مزارعين بيض عنصريين. معتبرين أن هذه القضية تكشف الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة من أجل “التعافي بعد الفصل العنصري”. وقال رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي في هذا الصدد : “يجب على شعبنا أن يلتئم في اطار حوار وطني جديد وشامل للإجابة على السؤال: ماذا يجب أن نفعل؟”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد