المتشردين هم الأشخاص الغير قادرين على تأمين مأوى آمن بشكل مستمر، أو بشكل خاص تأمين مأوى لقضاء الليل، ونجد منهم الأطفال والشبان و النساء من مختلف الأعمار، وتعتبر ظاهرة التشرد من المشاكل الكبرى بالمجتمع المغربي عامة والعاصمة الإدارية للمملكة خاصة، حيث نجد المتشردين منتشرين بشكل مكثف بمختلف أحياء المدينة وحتى الراقية منها.
ويعد حي أكدال بمدينة الرباط من أرقى أحياء المدينة إلا أنه يعج بالمتشردين بشكل يثير الانتباه، متشردين من مختلف الفئات العمرية ومن كلا الجنسين يتخذون من الأزقة والشوارع ملاذا لهم حيث يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يعترضون سبيل المارة يستعطفونهم درهما أو بضع دراهم من أجل سد رمقهم أو لشراء المخدرات الشيء الذي يضايق المارة، خاصة عندما يتشاجرون فيما بينهم ويتلفظون بعبارات نابية، في الوقت الذي لا يتم تسجيل أي تدخل أمني لإبعادهم عن المكان، كما أنه لا أحد يستطيع أن يلومهم لوما مباشرا، باعتبارهم ضحايا عوامل مجتمعية و اقتصادية.
الرباط تضع هاتف أخضر للتبليغ عن المتشردين
كما وفرت الجمعية للمستفيدين السكن والطعام والفحص الصحي لمدة أسبوع، قبل أن يتم توجيههم أو إعادتهم إلى أسرهم.
وتستقبل الجمعية نحو ثلاثة آلاف متشرد سنويا من مدن مغربية مختلفة، إلا أنها تطمح إلى توسيع خدماتها وفتح فروع متخصصة لتوفير تدريبات للحالات الاجتماعية الصعبة على مختلف الحرف بهدف مساعدتهم على الاندماج بالمجتمع.
وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل الجمعية إلى أن الرباط لا تزال تعج بالمتشردين خاصة حي أكدال الذي أصبح مرتعا لهم، حيث أنه بالرغم من توجيه المتشرد إلى مركز خيري يفر فيما بعد و يعود إلى الشارع معتبرا المركز بمثابة سجن لا يستطيع فيه ممارسة العادات التي اتخذها كنمط عيش.
عبد العالي الرامي: مراكز إيواء المشردين شبيهة بالسجون
وعلاقة بالموضوع كشف عبد العالي الرامي رئيس جمعية منتدى الطفولة في تصريح للمصدر ميديا على أن الطريقة التي يتم بها وضع المشردين بالمراكز المغلقة غير مجدية ويجب تغيير خطة العمل خاصة أن المشردين بصفة عامة يعتبرون تلك المراكز شبه سجون.
وقال عبد العالي الرامي :”يجب التفكير في طرق مختلفة لإيواء المشردين كأن يعيش طيلة النهار حرا ويعود بالليل إلى المركز، بالاضافة إلى منحهم بطائق تمكنهم من الاستفادة من التطبيب”.
ويضيف المتحدث ذاته على أن المغرب لا يتوفر على مراكز بما يكفي لإيواء المشردين فأغلبها تعاني من الاكتظاظ، كما توجد مراكز للإستقبال فقط كمركز جمعية المحمدية للرعاية الاجتماعية بالرباط والتي تستقبل النزلاء لوقت محدد فقط.
وكشف الرامي على أنه خلال استقبال المتشردين بمراكز الإيواء وجب فصل القاصرين عن البالغين وذلك تفاديا لأي مشاكل أخرى يمكن تزيد الطين بلة، وأضاف على أنه يستوجب على الجهات المعنية أن تحذو حذو الدول الجارة والتي تقوم بوضع خيام في فصل الشتاء توفر الغطاء وعدة مستلزمات تقيهم من موجة البرد وذلك من أجل الحفاظ على وجه البلاد وسواد الأمن، بالإضافة إلى تأطير أشخاص مؤهلين للتعامل مع هذه الفئة من المجتمع .