فرن الحي التقليدي ” لا أحد يحن لخبز أمي “

قبل ثلاثين سنة كان لايخلو اي حي من احياء مدينة العيون الا وتواجد فران تقليدي لصنع الخبر وتوزيعه على محلات المواد الغذائية وبعده استقبال خبز سكان الحي كل يحمل ” وصلته ” او الطبق مصنوع من نبات ” السمار ” متوجها نحو فران الحي والذي انقرض ذلك ولم يبقى سوى خبز الفرن او في رمضان استقبال الحلويات او الدقيق لصنع ” سلو” وغيره .

” اقتصر دورنا على صنع الخبز وبيعه حيث لم يبقى ياتي لنا احد ( بخبز الدار ) كما اغلبنا حوله الى عمارة سكنية فيما البعض قام بشبه اغلاقه فقط من اجل الحصول على حصته من الدقيق والسكر والزيت بثمن تفضيلي ” اغلب الاسرة كانت تستعمل الدقيق عبارة عن معونة تسمى ( الكارطية ) تظم علب الحليب والزيت والسكر ودقيق الفورص.

أما الخبز الأبيض الناصع البياض المصنوع من دقيق ”الفورص” “سبب تسميته بالفورص ترجع الى الفترة الممتدة بين 1942-1963 حيث سلم الدقيقةالامريكي كمعونة من طرف جنود القوات الأمريكية farine des forces américaines. ومن تاريخه بقيت تسمية هذا النوع من الدقيق ب “فورص” متداولة الى اليوم ” يقول الاستاذ نصر الدين البوعيشي باحث .

اختفت الكرطية ولم تبق توزع كما اختف خبز الفران الحي وحل محله الفرن الكهربائي ” الفرن الكهربائي الخبز المطهي على الفحم ذا مذاق مميز يستطيع الشخص أكله وحده اما الفرن الكهربائي لا اطيقه ولكن مابي اليد حيلة ” يقول احمد الرحالي شيخ تجاوز السبعين.

كما يضيف ” حتى ابناء اليوم ( جيل اليوم يقصد ) لايرضى ان يحمل الخبز لفرن الحي بينما ايام زمان يتهافت الابناء لحمله للفرن ”
في تلك الحقبة كان بعض الجيران يتوادون بينهم بالخبز اما الان يقول الرحالي ” لم يبقى ذاك الود بين الجيران بحيث من اراد الخبز يذهب لبائع المواد الغذائية هناك يجد غايته “.

كما اصبح البعض يصنع ذلك الخبز بالمنزل نظرا للاقبال عليه لكن بواسطة افرنة تعمل بغاز البوطان وتباع في الاسواق عبر عربات الدفع او المخابز العصرية ” اشتري الخبز الكامل من المخابز العصرية التي تتوفر على وسائل النظافة وتحت المراقبة لاقسام البلديات اما مايعرض في السوق اتخوف منه لان اهله مجهولين ولست ادري اي ظروف تمت تهيئته ” بقول القدسي عبد الرزاق موظف .
الكثير من الجيل الحالي ” لا يحن الى خبز امي “