غزوة الصحون الطائرة
الأنباء (عفوا الصحون )القادمة من عاصمة البلاد وتحديدا من القاعة المخصصة لوليمة عشاء الإخوة (الأعداء) الاستقلاليين في المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة المغربية الرباط، مساء الجمعة 29 شتنبر تطايرت في كل اتجاه لتبلغ كل الآفاق فضيحة مدوية وصل صداها الصحافة الدولية، في إطار من الفكاهة التي لا تخلوا من الشفقة لما آلت إليه الأوضاع الحزبية في بلاد من المفترض انها بشكل أو بآخر تمثل نمودج يحتذى به على صعيد المنطقة.
وطاف طائف اليوتوب والفيسبوك على هواتفنا وألواحنا الإلكترونية بمقتطفات فيديو وصور لأنصار أمين عام حزب الاستقلال المنتهية ولايته والشخصية المثيرة للجدل حميد شباط وهم داخل آتون المعركة (المؤتمر الوطني) يذودون عن أنفسهم بما وصلت إليه أياديهم من الأواني ومرددين شعارات تمجد زعيمهم وتقدح في مناوئيه وتتهمهم بالعمالة والخيانة في مواجهة جماعة موالية لشخصية أخرى أسالت الكثير من المداد في السنوات الاخيرة الماضية، والتي تتجسد في القيادي الاستقلالي حمدي ولد الرشيد، وهم كذلك مسلحين بطباسيل (بالدارجة) الطاووس وغير الطاووس يقذفونها لرد كيد الأعادي من بني حزبهم !
المتتبع للشأن الحزبي منذ زمن ليس بالبعيد لم يفاجأ كثيرا بما حدث في هاته الغزوة الاستقلالية-الاستقلالية (نسبة لحزب الاستقلال) فلذلك جذور ومقدمات منطقية، فمنذ سنين والتراشقات الاعلامية بين الاحزاب في ما بينها وداخل الحزب الوحيد نفسه وصلت إلى مستويات جد متدنية من السباب والشتم والنعت باقذح الألفاظ والتخوين وفي بعض الأحيان التكفير المبطن لبعض شركاء الساحة السياسية و البلاد.
منذ فجر الاستقلال و الزمن الذهبي للأحزاب والشخصيات التاريخية التي مارست السياسة بمنطق الوطن والتدافع الإيجابي لأجل مصلحته من رموز الحركة الوطنية والقامات السامية كعلال الفاسي والمهدي بن بركة وإبراهيم بن عبد الله وغيرهم من رواد العمل الحزبي في المغرب والأجيال تلو الأجيال تفتح عينها على حقيقة الانحدار الذي يسير فيه الشأن السياسي في البلاد.
وفي انتظار تصحيح المسار واستلام زمام الأمور في الاحزاب من طرف ذووا عقول رشيدة قادرة على رد الاعتبار للعمل الحزبي و اعادة الثقة في مؤسسة سياسية مهمة لتأطير المواطنين وتخريج قادة سياسيين يحملوا هم البلد سنظل نردد مع الشاعر نزار قباني :
متى سترحلونْ ؟
المسرحُ انهارَ على رؤوسِكمْ ..
متى سترحلونْ ؟
والناسُ في القاعةِ يشتمونَ .. يبصقونْ ..