صحيفة سينغالية: عودة المغرب للاتحاد الإفريقي تعد تصحيحا للأوضاع

أبرزت صحيفة “لوسولاي” السينغالية، أمس الثلاثاء، أنه يمكن اعتبار عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي “في جانب منها، تصحيحا للأوضاع، ذلك أن المملكة كانت دائما تتوجه نحو بلدان افريقيا جنوب الصحراء، منذ قرون، من خلال مبادلات تجارية عابرة للصحراء”.

وأشارت الصحيفة في مقال نشرته تحت عنوان “الاختراق المغربي”، إلى أن هذه المبادلات التجارية ، وكذا المبادلات الثقافية والروحية، مكنت من التوطيد السلسل والتدريجي لأسس إسلام معتدل وسمح يقوم على تشجيع الأواصر الاجتماعية وعلاقات الأخوة، في انسجام تام مع القيم الثقافية الأصيلة لشعوب افريقيا السوداء.

وأوضح كاتب المقال أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس “وسيرا على نهج الملك الراحل الحسن الثاني، الذي طالما كشف بوضوح عن انتماءه الإفريقي، حرص على تكثيف العلاقات التجارية للمملكة مع افريقيا من خلال القيام بنحو 23 زيارة لأكثر من عشر بلدان بمنطقة جنوب الصحراء”.

وأشار إلى أن المبادلات بين المغرب وبلدان افريقيا جنوب الصحراء شهدت ارتفاعا ملحوظا منذ عدة سنوات، مبرزا أنه في خضم هذه الدينامية الاقتصادية قامت المملكة المغربية، الشهر الماضي، بتسجيل عودتها إلى الاتحاد الإفريقي، وطلبت رسميا الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والانتقال من وضعية البلد الملاحظ إلى بلد عضو كامل العضوية.

وأضاف أن هذا التغيير على مستوى العضوية، يعد “نتيجة منطقية للسياسة الاقتصادية الهجومية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي كثف على مدار السنوات القليلة الماضية من جولاته بدول افريقيا جنوب الصحراء، والتي تميزت بالتوقيع على عدد هام من اتفاقيات التعاون مع الدول والفاعلين الاقتصاديين الخواص”.

وأضافت الصحيفة أن صاحب الجلالة أطلق آمالا عريضة وكبيرة بسوق كبيرة تتكون من 15 دولة وذات ناتج محلي خام بقيمة 750 مليار دولار، وتضم نحو 320 مليون مستهلك مع آفاق واعدة وقوية في ظل تحقيق نمو كبير ومنتظم على مدى السنوات الماضية. وبحسب الصحيفة فإن المغرب استوعب جيدا أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا توفر فضاء أكثر اندماجا، ستفيد فيه من إلغاء الحواجز الجمركية، ومن حرية تداول السلع والأفراد والرساميل والخدمات.

وأشارت إلى أن المملكة شرعت منذ عدة سنوات في تحقيق اختراق افريقي اعتمادا على نظام بنكي حاضر بقوة في القارة وصناعة غذائية وتجهيزات سجلت طفرة كبيرة في افريقيا. وأضافت أن المغرب أطلق بشراكة مع بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مشاريع مهيكلة من بينها على الخصوص مشروع أنبوب الغاز الذي يربط المغرب ونيجيريا، والذي يمثل نحو 30 بالمائة من الاحتياطيات البترولية الافريقية و31 بالمائة من موارد الغاز في بلدان المنطقة ومن شأنه من يدعم الاقتصاديات الافريقية.

ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تقوم فيه دول مغاربية أخرى بطرد المواطنين الأفارقة، يحرص المغرب على إطلاق حملة جديدة لتسوية الوضعية القانونية لآلاف المهاجرين السريين واستقبال آلاف الطلبة القادمين من دول افريقيا جنوب الصحراء. وخلصت الصحيفة إلى أن المملكة تعمل أيضا على المساعدة في مجال إحلال السلام في كوت ديفوار والوساطة على مستوى دول نهر مانو والمساهمة في تسوية الأزمة في غينيا ودعم جهود محاربة داء إيبولا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد