شخصية الأخت والخالة بين مسلسلي ”تحت الوصاية” و”كاينة ظروف”

تؤدي كل واحدة من هاتين الممثلتين شخصية الأخت الوحيدة للبطلة وفي نفس الوقت الخالة في عملين مختلفين شكلا ومضمونا، مها نصار في المسلسل المصري ”تحت الوصاية” وهاجر مصدوقي في المسلسل المغربي ”كاينة ظروف”، ما لاحظته هو تكوين وتركيب الشخصيتين معا في كلا العملين، بطبيعة الحال هناك نقط الالتقاء ونقط الاختلاف بينهما حسب طبيعة العمل، لكن على العموم هما شخصيتان في شخصية واحدة تمثل تلك الأخت التي تساند أختها مهما حصل، وكيفما كانت الظروف تدافع عنها وتناضل من أجلها بشراسة حتى لو كلفها ذلك الكثير بما فيه الصدام مع زوجها، وهذا ما حصل فعلا في العملين معا، وبالموازاة مع ذلك تمثل من ناحية أخرى الخالة التي تُكِنّ لأبناء أختها كل مشاعر الحب والعطف.

هذا التطابق الكبير بين الشخصيتين لم ينبع من فراغ، فالثقافة والتربية والقيم الاجتماعية للمجتمعين معا المصري والمغربي هي التي جعلت الشخصية تخرج بهذا الشكل، وسواء كان ذلك بوعي من صناع العمل أو بدونه، لأن شخصية الأخت والخالة مترسخة في واقعنا الاجتماعي والشعبي بهذه الصفات. الجميل في الأمر أن العملين معا نجحا أيضا في اختيار الممثلة المناسبة لهذا الدور، وكما تابعنا فمَها نصار وهاجر مصدوقي تلتقيان بشكل أو بآخر في شكلهما الخارجي الذي يجعلك من أول لحظة تطمئن إليهما وتتعاطف مع سلوكهما وتصرفاتهما، وتشعر بالانتماء اليهما وكأنهما خالتك أو أختك.

اختيار هاتان الممثلتان في العملين اختيار موفق بشكل متميز جدا، خصوصا أن شخصية الأخت القريبة من أختها والخالة هي شخصية شبه مركبة وتتطلب جهدا كبيرا في إظهار الكثير من المشاعر والانفعالات النفسية اتجاه الأخت وأخرى مختلفة اتجاه الأطفال، وهذه لا تشبه تلك، خصوصا إذا رافق تطورها الدرامي أحداثا وواقع محمّلة بصراعات ومشاحنات مستمرة بين شخصيات أخرى متفرعة، فمها نصار قامت بجهد كبير جدا ومتميز بإصدار نسخة طبق الأصل من الخالة والأخت التي نعرفها واقعيا، أما هاجر مصدوقي فهي أيضا تميزت في دورها هذا رغم ضيق المساحة التي منحت لها كخالة، لكن كأخت فهي العنصر المؤثر إيجابيا في كل الأحداث الرئيسية التي تعرفها شخصية نادية/ أختها.

كتب : الناقد فؤاد زويرق