شباب تحت أقدام الشيب … !

كما في كل المجالات في بلداننا المتأخرة عن ركب التطور البشري، لايعي السياسي قيمة الشباب، إما عن جهل، أو عن طمع او عن إهمال، وإن كانت المسألة تحتاج لصحوة ضمير من طرف المسؤولين والنخبة السياسة في البلاد، فهي تحتاج وبقدر أكبر إلى الدفع بهؤلاء الشباب لتحمل المسؤولية والمشاركة في صنع الحاضر والمستقبل !

مناسبة هذا المقال وهذا الحديث، هو الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وكلنا يعلم للأسف ان تلك الفئة الشبابية المهمة تستغل إما كوقود للحملات الانتخابية، أو كنقطة في برنامج سياسي، حيث يتحدث الشيب عن الشباب، وعن جنات النعيم التي سيعدونها للشباب في حال نجاحهم، وذلك بطبيعة الحال مجرد وهم لم يعد الشباب يطيق سماعه، ولم يعد يترجى من هذا الكلام اي خير..!

الأحزاب إما أنها وطنية، وعليها ان تشرك كل فئات الوطن، أو نخبوية وعليها أن تتحمل أوزار إفراغ الحياة السياسية من كل روح ومن كل معنى.

الملك الراحل الحسن الثاني يقول في خطاب العرش سنة 1990 متحدثا عن الشباب:

“إن الشباب في المغرب كالشباب في كل بلد – بغض النظر عن الجنسية والدين واللون واللغة – لا يريد أن يعيش دون أمل، ولا يمكن أن يتصور حين يستيقظ كل صباح أن نهاره سيكون وسيظل مظلما، وأن رنات قلبه ونبضات عروقه الشابة اليانعة لا تجد صدى يسليه أو يقويه أو يثبت عزيمته كيفما لوى رأسه ذات اليمين أو ذات الشمال ” كلام عميق وفي الصميم، يؤكد على أهمية الاهتمام بهذه الفئة، واعطائها الأمل في غد افضل بجعلها جزءا من القرارات المتخدة
ولكن مايحصل دائما هو العكس حيث يظل الشباب المغربي مغيبا عن الحضور كفاعل سياسي مهم يساهم في تغيير الأوضاع، واسماع صوتهم من داخل اطارات سياسية منظمة، ان النخب السياسية في المغرب عليها ان تعي جيدا انه لامستقبل لها بدون الشباب، ولايمكن أن نتحدث عن نهضة في اي مجال دون اللجوء الى قوة المجتمع وقلبه النابض الشباب. الخوف كل الخوف أن تمر الانتخابات بشكلها التقليدي وتطل علينا نفس الوجوه التي توارثت الكراسي ابا عن جد، لتعض من جديد على المناصب بالنواجذ، وترمي ورقة الشباب التي تشهرها في كل محطة انتخابية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد