رمضانيات مغربية

كلما اقترب موعد الامتحانات الا وكثر الحديث عن الغش وكيف يمكن محاربة هذه الظاهرة التي تنتشر بشكل مهول بين التلاميد والتي تتطور أساليبها سنة بعد سنة، وفي كل مرة يتم الحديث عنها يتم التركيز على نوع العقاب الذي سيحل بمرتكبيها من التلاميد ، في حين أن المصيبة الكبرى تتمثل في فساد المنظومة التعليمية بأكملها، وصعوبة استيعاب التلاميذ للدروس الكثيرة التي يجدون أنفسهم أمامها دفعة واحدة. لايمكن تبرير الغش بأي حال من الأحوال ولكن علينا أولا أن نبني أرضية قوية وصلبة يقف عليها هؤلاء التلاميذ وأن يكون تعليمنا في مستوى مانطمح إليه لنكون في مصاف الدول التي تحترم مواطنيها وتجعل من حماية أبنائها في مقدمة أولوياتها.

منظومتنا التعليمية لاتحبب التلاميذ في التعليم بقدر ماتجعلهم ينفرون منه ويبحثون عن النجاح بأية طريقة ليتخلصوا من العبء الذي نضعه على عاتقهم يقول ليوناردو دافتشي “كما أن تناول الطعام دون حاجة يؤذي الصحة.. كذلك التعلم دون رغبة أو شغف يفسد الذاكرة، وفي النهاية لن تتعلم شيئًا”.

نواب الأمة…وصناعة الصواريخ

قام حزب الأصالة والمعاصرة بخطوة ايجابية تمثلت في طلب أمينه العام من كل نواب الحزب التخلي على هواتفهم النقالة والحواسب المحمولة، وهي مبادرة محمودة على كل حال، رغم أنها بسيطة بالمقارنة مع الامتيازات الكثيرة التي يحظى بها نوابنا المحترمون.

نواب الأمة يحصلون على امتيازات تفوق الخيال أكبر من هاتف نقال أو ايباد، والسؤال ماذا يفعل لنا هؤلاء النواب المحترمون حتى نجزل لهم العطايا بهذا الشكل؟ ما الذي نجنيه بدخولهم لقبة البرلمان غير الصياح بأسئلة شفوية وغير شفوية تظل معلقة الى أن يأتي نواب آخرون ويطرحون الأسئلة عينها؟ ماذا يصنع النواب داخل قبتهم ومقاعدهم الوتيرة الدافئة بردا والمنعشة صيفا؟

لقد عشنا ما يزيد عن المئة يوم بدون حكومة ولم تتغير الحياة ولم نفتقد لوزرائنا الكرام ماذا سيحصل لو عشنا بدون برلمان، لاشيء بالتأكيد فنحن لانعرف ماذا يضيف لنا نواب ننتخبهم وتمر ولايتهم بدون تغييرات تذكر ولماذا كل هذه الامتيازات” هل يصنعون لنا الصواريخ….”

علماء الأمة….ظهور مناسباتي

تعودنا في عالمنا العربي عامة وفي المغرب على وجه الخصوص على الصمت المطبق الذي يلتزم به علماء الأمة في الكثير من القضايا المصيرية التي تعرفها البلاد العربية، ولايخرج الواحد منهم عن صمته الا ليشجب ويندد أو ليبارك…

أليس المفروض في علماء الأمة أن يكونوا أعضاء فاعلين ومؤثرين في مجتمعاتهم وأن يكونوا السباقين الى خلق النقاش في امور ترتبط بالناس، وبمشاكلهم ومطالبهم المشروعة، لا أن تكون هناك أحكام جاهزة تنزل من السماء بمجرد الحاجة لها…!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد