محاربة ظاهرة التحرش الجنسي بالتصفير، مبادرة أطلقتها حركة “ماسكتاش” لمناهضة العنف ضد النساء في المغرب، لردع المتحرشين في الشارع العام عن طريق حمل “صفارة” وإطلاق نداء استغاثة والتقاط صورة للمشتبه فيه يتم تعميمها بعد ذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
توزيع “الصفارات” على النساء في الشارع العام، وتعميم هاشتاغ “إلى ضسر صفري”، إجراءات اتخذتها حركة “ماسكتاش” كمرحلة جديدة لمواجهة كل اعتداء على المرأة بالفضاءات العمومية وإثارة انتباه المغاربة لخطورة التحرش الجنسي.
“الصفارة” وسيلة لفضح المتحرش فوريا وعلنيا
دعت حركة “ما ساكتاش” التي تعني أفول زمن الصمت وحلول زمن محاربة التحرش الجنسي علنا، النساء المغربيات عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى استعمال الصفارات لفضح المتحرشين، بالقول: “نريد استنكار هذه السلوكات التي تساهم في إذلال وانتهاك كرامة النساء اللواتي يعانين منها بشكل يومي”.
حركة “ما ساكتاش” أرادت من خلال شعار الحملة “إيلا ضسر صفري” كسر الصمت والخوف المسيطر على غالبية النساء المغربيات، كإجراء إنذاري تشهره النساء ضحيات التحرش الجنسي في الفضاء العمومي في وجه المتحرشين لفضح سلوكياتهم بشكل فوري وعلني، وذلك انسجاما مع المقتضيات القانونية الجديدة الواردة في قانون محاربة العنف ضد النساء الصادر شهر شتنبر الماضي والتي تجرم التحرش الجنسي في الشارع العام.
ولقيت المبادرة استحسان فئة من النساء اللواتي رحبن بها واصفين إياها وسيلة للفت الانتباه إلى معاناة النساء المغربيات من التحرش الجنسي وإزاحة ستار الخوف والارتباك لديهن، فيما سخرت فئة ثانية من جدوى إطلاق مثل هذه المبادرة ومن منظميها، معتبرين أن نشر الوعي والأخلاق والتربية هو الحل الأنجع لمكافحة ظاهرة التحرش الجنسي، وليس توزيع “الصفارات” في الشوارع لإثارة الانتباه وخلق الضوضاء.
وتؤكد 63 في المائة من المغربيات أنهن تعرضن للتحرش الجنسي، في حين يقر 53 في المائة من الرجال إقدامهم على التحرش وفق دراسة للأمم المتحدة نشرت نتائجها خلال العام الحالي.
ويبرر أكثر من 60 في المائة من الرجال مشروعية التحرش في حال كانت ملابس المرأة “مثيرة” بشكل متعمد، فيما ترى 78 من النساء أن المرأة نفسها مسؤولة عن هذه التصرفات وفق ما أظهرته الدراسة نفسها.
صفارة “ماساكتاش” إجراء اجتماعي لتكريس مضامين قانون 103-13
نشرت الناشطات في حركة “ماساكتاش” صورا لتفاعل النساء المغربيات مع حملة “إيلا ضسر صفري” في مدن الرباط والدار البيضاء والمحمدية، وهن يحملن صفارات ويدلين بشهادات في موضوع التحرش على صفحة الحركة بـ “الفايسبوك”.
وتحاول حركة “ماساكتاش” الدفع بتطبيق عدد من المقتضيات الجديدة التي جرمها القانون خاصة تلك التي تقع في الفضاءات العمومية والتي تتضمن أفعالا أو أقوالا أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية.
وتشدد العقوبة على المتحرش إذا كان زميلا في العمل أو من الأشخاص المكلفين بحفظ النظام والأمن في الفضاءات العمومية أو غيرها. كما ترتفع العقوبة أكثر في حالات التحرش من طرف أحد الأصول أو المحارم أو من له ولاية أو سلطة على الضحية أو كانت الأخيرة قاصرا.
ودخل قانون محاربة العنف ضد النساء حيز التنفيذ شهر شتنبر الماضي بعد سنوات من النقاش العمومي بشأن بنوده، من أجل تعزيز حقوق المرأة في المجتمع وحمايتها.