بعد التحذيرات المتواصلة التي أطلقتها السلطات المالية بالمغرب، تأكد بالملموس أن العملات الإفتراضية وخصوصا “البيتكوين” يمكن أن تدخل العالم في أزمة مالية بعد أن وصل سعر صرف هذه العملة الإلكترونية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة مع تصاعد وتيرة التحذيرات من أن تكون فقاعة يمكن أن تنهار في أية لحظة.
وتسبب جنون الــ”بيتكوين” الذي أصاب العالم بشكل مفاجئ في الأسابيع الأخيرة بتضخم غير مسبوق في سعر صرف هذه العملة الإلكترونية لتصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، بعد أن أصبحت القيمة السوقية لـ”بيتكوين” أكبر من اقتصادات دول بأكملها وأضخم من ثروات مليارديرات كبار في العالم بفضل القفزات التي سجلتها مؤخراً.
وتواصل عملة “بيتكوين” الإلكترونية المشفرة تسجيل صعودها الصاروخي، لترتفع الى مستوى 11 ألفاً و500 دولار، لتكون بذلك قد ارتفعت خلال العام الحالي بأكثر من ألف بالمئة، وهي نسبة خيالية لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل لأي من العملات التقليدية أو السلع المتداولة في البورصات العالمية.
وقال موقع “كوين ماركت كاب” المتخصص برصد حركة العملات الإلكترونية المشفرة إن القيمة السوقية الإجمالية لعملة الـ”بيتكوين” المتداولة على الإنترنت في مختلف أنحاء العالم تجاوزت 190 مليار دولار.
وبينما تواصل “بيتكوين” صعودها الصاروخي في العالم فإن تقريراً لوكالة “بلومبيرغ” أجرى مقارنة نادرة بين القيمة السوقية لهذه العملة الافتراضية المشفرة وبين اقتصادات دول بأكملها، ليتبين أن حجم عملة “بيتكوين” المتداولة في العالم يتجاوز اليوم حجم الناتج المحلي الاجمالي لبلد مثل نيوزيلندا بأكملها، إذ يبلغ حجم اقتصادها الكلي 185 مليار دولار فقط، بحسب أحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي، وهو ما يعني أن الناتج المحلي الإجمالي لنيوزيلندا أقل من حجم “بيتكوين” في العالم بنحو خمسة مليارات دولار.
وتقول “بلومبيرغ” إن “بيتكوين” أصبحت أيضاً أكبر من اقتصاد دولة قطر بأكمله، واقتصاد هنغاريا، وكذا العديد من اقتصادات دول العالم.
وبعيداً عن المقارنات مع الدول فإن العملة الافتراضية المشفرة “بيتكوين” باتت قيمتها السوقية اليوم تتفوق على أضخم بنوك العالم، حيث تبلغ القيمة السوقية لمصرف “جولدمان ساكس” الأميركي الشهير 97 مليار دولار فقط، أما بنك “يو بي أس” السويسري الذي يتخذ من مدينة زيوريخ مقراً له فقيمته السوقية الإجمالية تبلغ 67 مليار دولار فقط، ما يعني أن “بيتكوين” أضخم من الاثنين منفردين ومجتمعين معاً، وذلك على الرغم من أنهما من أضخم وأهم المصارف في الكون!
كما تتفوق “بيتكوين” اليوم أيضاً على شركة “بوينغ” عملاق صناعة الطائرات في الولايات المتحدة والتي تبلغ قيمتها السوقية 162 مليار دولار فقط، وهي الشركة التي تصف نفسها بأنها أضخم منتج للطائرات في الكون وتُشغل أكثر من 140 ألف موظف يتوزعون على أكثر من 65 بلداً. أما الشركة المنافسة “إيرباص” فتبلغ قيمتها السوقية هي الأخرى 78 مليار دولار، ما يعني أن “بيتكوين” أضخم من عملاقي صناعة الطائرات في العالم.
وبهذه القيمة السوقية الفلكية التي أصبحت عندها “بيتكوين” فإنه يُصبح من الواضح أيضاً أنها تتفوق على ثروات أغنى أغنياء العالم، إذ إن مؤسس موقع “أمازون” جيف بيزوس الذي أصبح الرجل الأغنى في العالم أصبحت ثروته مؤخراً عند مستوى الـ100 مليار دولار، أما أشهر الأثرياء في العالم: بيل غيتس ووارن بافيت فإن ثروة الأول لا تزيد عن 90 مليار دولار، بينما تُقدر ثروة الثاني بنحو 83 مليار دولار، ما يعني أن “بيتكوين” أضخم من الثروتين مجتمعتين.
يشار إلى أن “بيتكوين” هي أشهر العملات الإلكترونية المشفرة إلا أنها ليست الوحيدة في العالم، حيث يوجد العديد من العملات المتداولة على الإنترنت والتي تستخدم التقنية ذاتها، فيما تسجل “بيتكوين” هذه الارتفاعات في سعرها على الرغم من المشاكل والعقبات التي تواجهها في بعض الدول والتي قامت بحظرها على اعتبار أن الممكن استخدامها في أنشطة غير مشروعة مثل غسيل الأموال.
وكان المغرب قد قرار منع التعامل بـ “البيتكون”، ليصبح بذلك ضمن أوائل الدول العربية التي تجرم العمل بتلك العملات التي سببت لغطًا كبيرًا في الأوساط المالية بالآونة الأخيرة.