احتجت جمعية الكتبيين بالمغرب على إهمال الحكومة لمطالب الكتبيين وذلك بتهديدها بمقاطعة جل الأنشطة الثقافية.
وحسب ما ذكره يوسف بورة، رئيس جمعية الكتبيين بالمغرب، في رسالة له، أنه “منذ عشر سنوات أو ما يزيد قليلا، والكتبيون المغاربة يوجهون الرسائل تلو الأخرى للجهات المعنية وزارة الثقافة في مقدمتها، من أجل إسماع صوتهم ولفت الانتباه إلى مهنتهم المهددة بالاندثار، ليس خوفا على تشريد العاملين بها، لأن أرزاقهم في مهن أخرى أضمن، ولكن حبهم لها أكبر من البحث عن مصيرهم”.
وأضاف رئيس الجمعية في رسالته أن الكتبيين قاموا بكتابة العشرات والمئات من الرسائل والمقترحات وتحدثوا في الكثير من المنابر والقنوات، وكل شيء ذهب أدراج الرياح، لأن الإهمال هو جواب حكومي مغربي، وتابع بالقول:” أصبح أمام الكتبيين باب واحد ووحيد هو جلالة الملك، ملك الفقراء والبسطاء ومحب الثقافة والمعرفة، في مقابل حكومة غير آبهة بمصير مهنة كان لها دور واعتبار في تاريخ المغرب والمغاربة، ولدى الملوك والسلاطين والعلماء على مر القرون”.
وأردف يوسف بورة، أنه “في الوقت الذي دخل فيه العالم إلى نموذج اقتصادي قائم على العلم والمعرفة، نجد الكتبي يتراجع دوره ويتم إهماله وتناسيه في المخططات والإقصاء من كل حوار في شأن تطوير المهنة ضمن تصور ثقافي يعمل على تحصين مهنة الكتبي اجتماعيا بدل تركه وحيدا يصارع من أجل البقاء في أسواق هامشية أو في محلات لا تليق بالمهنة”.
وتضمنت الرسالة أن واقع الكتبيين “ليس حكرا على كتبيي المدن الكبيرة كالدارالبيضاء والرباط، بل إنه يزداد سوءا في المدن الصغيرة والمتوسطة. ففي مدينة مثل الدارالبيضاء يقارب عدد سكانها ستة ملايين نسمة لا يتعدى عدد الكتبيين بها 60 كتبيا نصفهم يشتغلون على الكتب الجديدة والمقررات الدراسية، وهو ما يؤشر على أن الطابع الثقافي لمهنة الكتبي يتراجع ويكاد أن يمحي”، كما أن الكتبيين “لا يطلبون المستحيل، ولكنهم يطلبون الاعتراف بهم كمهنيين لهم الحق في توضيح الجهة التابعين لها من أجل تحقيق هذه المطالب”.
وشددت الرسالة أن للكتبيين “مشاريع واقعية وقابلة للتحقيق ومحدثة لمناصب الشغل، وعلى رأس تلك المشاريع إحداث قرية للكتاب تكون بمثابة واجهة للثقافة الوطنية وفضاء للتحسيس بالقراءة وأهميتها وتتوجه أساسا للأطفال والشباب، وتكون أيضا وجهة للسياحة في المدن المغربية”.
ووجهت جمعية الكتبيين بالمغرب نداءا إلى كل وزارات الثقافة والتجارة والصناعة والتعليم، وذلك من أجل “فتح أبواب الحوار مع الكتبيين لإنقاذ هذه المهنة النبيلة وتحصينها ضمانا لاستمراريتها في التشغيل وتثقيف المواطن وإعطاء صورة مشرقة عن بلادنا”.