“تاغراوين” صدقة لدفع البلاء ظاهرة اجتماعية انقرضت بالاقاليم الجنوبية

الجيل الحالي اغلبه لا يعرف عادة ” تاغراوين ” التي كانت تعرف بها الاقاليم الجنوبية للمملكة الى اواخر الثمانينات بحيث تقوم احدى الطاعنات في السن ب ” الفريگ” او الحي بوضع كمية من السكر على شكل قطع صغيرة مع التمر في اناء وتجلس امام الخيمة او المنزل وهي تنادي على الاطفال بعبارة ” تاغراوين يالمعايل يعمل البلا عنا زايل” ليتدافع الاطفال لمصدر الصوت لتوزبع عليهم مافي الاناء وهذه العملية هي صدقة على الصيبية .

وهذه العادة صمدت لسنوات بتعويض قطع السكر بالحلوى لكنها لم تقاوم حيث انقرضت بفعل التمدن الذي عصف بها كغيرها من العادات الاجتماعية الحميدة.

يقول عبد الله بن مولاي باحث في التراث ” تاغراوين هي في الاصل كلمة امازيغية تعني تعالوا، وتبين انها قديمة جدا في الصحراء حيث كانت توزع على الاطفال التمر و – لگلية – الزرع قبل ظهور السكر والحلويات ويخصص له يوم الاربعاء او الجمعة ويرافقها الدعاء لرفع البلاء عن المنطقة “.

هذه عادة تهدف الى اضفاء الفرح على الاطفال ” هو التصدق على الصيبية بمافيهم الايتام لانهم ابرياء وفي الاعتقاد ان الدعوة تكون مستجابة ” يقول الدكتور عثمان المكي باحث في الادب الحساني ، وعن تلاشي هذه العادة يضيف عثمان “اصبح التصدق على الاسر المحتاجة بالنقود وكذلك الخوف من التسبب في إصابة الاطفال بالامراض بسبب السكريات زيادة على تحذير الاباء لابناؤهم بعدم تناول من منحهم شىء في الشارع كل ذلك ساهم في ادمحلال العادة”.

هي عادة كانت اجتماعية تدخل على نفوس الصيبية الفرح والسرور لكن ضريبة العولمة يكتوي بها كذلك الصغار.

 

المصدر ميديا : المحجوب الأنصاري 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد