تأسيس “مؤسسة ذاكرة جبالة” للتوثيق والبحث في تاريخ وتراث المنطقة الشمالية

تأسست نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة القصر الكبير “مؤسسة ذاكرة جبالة” ، التي تعنى بالتوثيق والبحث في تاريخ وتراث المنطقة الشمالية للمغرب.

وتعد “مؤسسة ذاكرة جبالة” ، وفق بلاغ صادر عن الجمع العام التأسيسي، مؤسسة بحثية تسعى إلى توثيق ذاكرة منطقة جبالة وتشجيع البحث في تاريخها وتراثها المادي واللامادي، والمساهمة في تثمينه وتوظيفه في التنمية المحلية، والترافع حول مختلف القضايا المتعلقة بذاكرة وتراث المنطقة.

ويضم المكتب المسير للمؤسسة مجموعة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والذين يشتغلون في أبحاثهم على مواضيع مرتبطة بمنطقة جبالة .

وأبرز الأستاذ الجامعي والمتخصص في التاريخ والتراث الثقافي، سعيد الحاجي، رئيس مؤسسة ذاكرة جبالة، أن المؤسسة البحثية تسعى إلى تشجيع البحث حول كل ما يرتبط بذاكرة وتاريخ وتراث منطقة جبالة الثقافي، موضحا أن التصور العام لاشتغال المؤسسة يتضمن تقييم وجرد المنجز البحثي حول المنطقة في تخصصات العلوم الإنسانية والاجتماعية.

وأشار إلى أن هذا التصور يقوم أيضا على إعداد برنامج عمل بالانفتاح على مختلف المتدخلين، لتعبئة جهود الباحثين والفاعلين في مجال الحفاظ على الذاكرة والتراث الثقافي من خلال أنشطة متنوعة تغطي مجال منطقة اجبالة، وستكون منهجية الاشتغال علمية أكاديمية تنطلق من التراكم البحثي الموجود، ومحاولة تقديم الإضافة النوعية في هذا المجال.

على صعيد آخر، اعتبر المتحدث أن للمنطقة موقعا جغرافيا مهما بالقرب من أوروبا، مما جعلها موطنا ومعبرا لمجموعات بشرية متنوعة على امتداد قرون طويلة، كما أنها كانت في قلب أهم الأحداث التاريخية الكبرى ، مثل معركة وادي المخازن والمقاومة الريفية وغيرها.

وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الطابع التضاريسي الصعب لمنطقة اجبالة ساهم في جعل انفتاح المجموعات البشرية المستقرة بها محدودا على محيطها إلى حدود مرحلة الحماية، وهذا ما جعلها تحافظ على عناصر ثقافتها التي لازال العديد منها مستمرا إلى اليوم، وهو ما يشكل تراثا ثقافيا ماديا ولاماديا غنيا ومهما يستدعي تكثيف الجهود للمحافظة عليه وتثمينه وتوظيفه في تنمية المنطقة، خصوصا في ظل توجه الدولة نحو إيجاد بدائل لزراعة “القنب الهندي”.

وأوضح أن المنطقة تزخر أيضا بمواقع ومشاهد طبيعية متنوعة تجعل منها تراثا طبيعيا يستوجب تثمينه أيضا، ويمكن أن يشكل رافعة قوية لتنمية المنطقة، وإذا تم استثمار الثنائية التراثية، أي بين ما هو ثقافي وما هو طبيعي، فإن النتائج التنموية ستكون إيجابية جدا على منطقة جبالة وساكنتها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد