أرادت الفنانة المغربية بشرى القاسمي أن ترسل رسالة لكل سكان العالم باختلاف أشكالهم وأجناسهم و دياناتهم من خلال أغنيتها الجديدة “غفرانك”، والمصورة عن طريق الفيديو كليب بمدينة سبتة تحت إشراف المخرج حسن الكرفتي، أن يعيش الجميع في سلم و سلام واحترام متبادل بعيدا عن كل الصفات و السلوكيات الغير اللائقة.
و عن سبب اختيار بشرى القاسمي مدينة سبتة لتصوير كليب أغنيتها “غفرانك” و هي من كلمات و ألحان الفنان نبيل أشرف و توزيع هاني الغيام قالت: “عشت في سبتة لفترة طويلة، ومن خلال إقامتي بها واحتكاكي بالمجتمع هناك أقول إنها ربما أصغر مدينة في العالم تتعايش فيها مختلف الشعوب والجنسيات والديانات والأعراق في احترام تام للآخر، بمن فيها المسلمين المقيمين هناك رغبة مني في بعث رسالة لكل العالم مفادها أن الإسلام دين تسامح ومحبة للآخر بعيدا عن محاسبته لأنها موكولة لله تعالى دون سواه”.
و كانت بشرى قد أطلقت ألبوما غنائيا قبل إصدار أغنية “غفرانك”، يتضمن مجموعة من الأعمال الدينية المغربية المنتمية للتراث المغربي الأصيل ، و يحتوي كذلك على مقطوعة عن الحنة الجبلية الخاصة بالعروس الجبلية وليس الشمالية و التي سجلتها بصوتها لأول مرة . و تحدثت بشرى عن هذه التجربة بقولها :”اخترت هذت القطعة لأن النساء في قريتي الدشيشة ترددن كلماتها وألحانها من تأليفهن وإبداعهن الخاص رغم أنهن غير متمدرسات وغير دارسات للموسيقى، في مناسبات وضع الحناء في العقيقة والعرس. ولكني للأسف لم أروج لهذا الألبوم بالقدر الكافي الذي يجعله منتشرا من الناحيتين الإعلامية والجماهيرية، رغم تسجيله بشكل جيد وتوزيعه موسيقيا”.
بشرى القاسمي، أسست مجموعتها النسوية التي حققت معها نجاحا ملحوظا خلال الأربع سنوات الماضية، إذ كانت هذه المحموعة هي بداية مسارها الفني، و قالت بشرى:”لقد أصبح إسمي معروفا في منطقة الشمال، وبفضل الحفلات التي أحييها تمكنت من تنفيذ أعمالي وإنتاجها على حسابي الخاص لإيماني باللون الفني الذي أقدمه”.
و قالت بشرى القاسيمي عن اختيارها أداء الأغنية الدينية: ” كبرت ونشأت في أسرة مولعة بالإنشاد والسماع والمديح، وحتى على مستوى قرية الدشيشة نواحي مدينة الفنيدق التي أنحدر منها فهي تشهد انتشار وترديد مختلف هذه الألوان في مختلف المناسبات، إضافة إلى أني أعتبر هذا اللون الفني جميلا وراقيا “.
و أبرزت بشرى أن اللون الغنائي الذي اتخذته عنوانا لمسيرتها الفنية، صعب انتشاره في الظرفية الراهنة، حيث أن الوسط الفني المغربي أو العربي أصبح يكثر فيه مجموعة من المتطفلين على الغناء دون امتلاكهم موهبة فنية أو تربطهم أي صلة بفن الغناء قائلة في هذا الشأن: ” هدفي تقديم أغنية دينية بشكل عصري وبطريقة بسيطة تخلق أصداء جيدة وسط فئة الشباب، وسعيي وضع بصمتي الخاصة وأن أكون صوتا نسائيا متخصصا في الأغنية الدينية وطنيا وعربيا لقلتهم إن لم نقل انعدامهم أصلا”.
بشرى القاسمي، واجهت كذلك نوعا آخر من الصعوبات في محيطها الأسري بسبب اختيارها لهذا اللون الغنائي، إذ كان لدى والدتها تخوف من امتهان ابنتها هذا المجال بالرغم من كونها إحدى عضوات المجموعة النسائية التي أسستها بشرى في بدايتها، و كانت ترافقها في جل الحفلات التي تحييها. و عبرت بشرى القاسمي عن هذا الموضوع بقولها: “من حسن حظي أني غادرت القرية وانتقلت للعيش في مدينة سبتة حيث تابعت دراستي رفقة أختي المتزوجة هناك، والتي منحتني حرية أكبر للاشتغال الفني والانفتاح على مجتمع آخر واللقاء بفنانين آخرين في مدينة تطوان ومن أبرزهم الفنان نبيل أشرف الذي ساعدني ومد لي يد العون في مجموعة من الأمور الفنية”.