أكد رئيس المجلس الأعلى للأئمة بكوت ديفوار الشيخ بواكاري فوفانا، أن المغرب ، الذي يتميز بتقاليده وجذوره الإسلامية العريقة، شكل على الدوام مصدرا ومنبعا للعلم والتعليم والنهوض بقيم الإسلام الوسطي، إلى جانب كونه مرجعية نموذجية في هذا المجال، بالنسبة للعديد من البلدان الإفريقية ومن بينها كوت ديفوار.
وأبرز الشيخ بواكاري فوفانا في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن “المغرب ، الذي يعتبر مهدا لحضارة إسلامية عريقة، كان ولا يزال وجهة حقيقية للتكوين بالنسبة للأفارقة”، مذكرا بأن المملكة استقبلت دائما الطلبة الأفارقة ولاسيما القادمين من كوت ديفوار وفتحت لهم المجال للحصول على تكوين متميز في مجالات العلم والمعرفة ولاسيما العلوم الإسلامية والشرعية.
وأشاد، في هذا السياق، بجودة التكوين في المغرب، موضحا أن جميع الذين تلقوا تكوينهم بالمملكة يمتلكون فهما دقيقا وحقيقيا للواقع المعيش اليوم، ويحرصون على النهوض بإسلام معتدل وسمح قائم على أساس من الاحترام المتبادل والانفتاح والتسامح.
كما حرص الشيخ فوفانا على التنويه بعمق وقوة التعاون بين المغرب وكوت ديفوار في المجال الديني، مشيرا إلى أن فوجا ثالثا يتكون من مائة إمام وواعظ يتابعون حاليا تكوينهم في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات.
وقال رئيس المجلس الأعلى للأئمة بكوت ديفوار إنه بإحداث أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا المعهد المتميز، يكون جلالته قد حقق حلما عزيزا بالنسبة للأئمة الإيفواريين والأفارقة على السواء، مشيدا في السياق ذاته بإحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
وأضاف أن جلالة الملك قام من خلال هذه المبادرات المحمودة بوضع أسس راسخة وقوية للتقريب بين العلماء والأئمة في افريقيا من جهة ، وفتح لهم الباب على مصراعيه للقاء والتحاور مع نظرائهم المغاربة من جهة أخرى، وذلك في سياق رؤية حكيمة ومتبصرة تروم النهوض بقيم الإسلام المعتدل والسمح في القارة.
وشدد الشيخ فوفانا على أن المغرب يضطلع بدور كبير وهام في مجال محاربة التطرف الديني والافكار الظلامية والهدامة، مضيفا “وفي هذا السياق، فإننا نثمن عاليا الروابط التي تجمع المغرب وكوت ديفوار، ونحن عازمون، على مستوى المجلس الأعلى للأئمة بكوت ديفوار، على العمل من أجل تطوير هذه العلاقات، والانخراط بشكل عملي في محاربة هذه الأشكال من الانحرافات المناقضة للتعاليم السمحة للإسلام”.
وبخصوص الجولات الملكية في القارة الإفريقية، أكد الشيخ فوفانا أن هذه الزيارات الميمونة لم تمكن فقط المغرب من التقارب وتجديد اللقاء بإخوانه الأفارقة، والتأكيد على انتمائه وارتباطه الوثيق بالقارة، وإنما شكلت مناسبة هامة للاستثمار في افريقيا ومساعدة بلدان القارة.
وأبرز رئيس المجلس الأعلى للأئمة بكوت ديفوار أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يتمتع برؤية حكيمة وسديدة، وحريص على القيام بزيارات متوالية لبلدان القارة الافريقية، وفي هذا السياق مكنت زيارات جلالته لكوت ديفوار من ضخ دينامية جديدة في العلاقات العريقة والوطيدة للصداقة والأخوة ، والاحترام المتبادل والشراكة البناءة التي تجمع البلدين”.
وشدد على أن الرئيس الإيفواري الحسن واتارا يشاطر جلالة الملك الرؤية السديدة ذاتها والمقاربة نفسها، بهدف ضمان استمرارية واستدامة هذه الشراكة النموذجية مع بلد صديق وشقيق.
وخلص الشيخ فوفانا إلى التأكيد على أن الزيارات الملكية للقارة الإفريقية تعد خطوة كبيرة تستحق كل الإشادة والتقدير، مشيرا إلى أن الساكنة الإيفوارية تنظر بعين الرضا لهذه المبادرة الملكية.