أكدت رئيسة قسم البيئة المستدامة بالاتحاد الإفريقي، جيهان الجوزي، اليوم الجمعة بأبيدجان، أن المغرب فاعل ملتزم بقوة بالدفاع عن مصالح البلدان الإفريقية على الساحة الدولية، في مجالات التنمية المستدامة وحماية البيئة ومكافحة الآثار الناجمة عن تغير المناخ. وأبرزت السيدة الجوزي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش أشغال الدورة الاستثنائية العاشرة للمؤتمر الوزاري الإفريقي حول البيئة، أنه “على الساحة الدولية، يبرز بوضوح الدور النشط الذي يضطلع به المغرب في مفاوضات المناخ، خاصة منذ تنظيم مؤتمر (كوب 22) في مراكش سنة 2016. كما يمكنه مواصلة الدفاع عن مصالح البلدان الإفريقية في الهيئات الدولية، من خلال الدعوة إلى زيادة التمويلات المخصصة للتكيف مع المناخ واستعمال التكنولوجيات النظيفة”. وتابعت أن المملكة، وبفضل التزامها المستمر لفائدة القارة، والخبرة القوية التي راكمتها في هذا الشأن، والدراية التامة بتطلعات وآمال الشعوب الإفريقية، تمتلك كل المقومات لتكون المتحدث الفعلي باسم البلدان الإفريقية، التي تعد من بين البلدان الأكثر هشاشة تجاه آثار تغير المناخ.
وأشارت السيدة الجوزي، وهي أيضا خبيرة دولية في القضايا البيئية وخاصة إدارة الموارد المائية، إلى أن المغرب، وفي إطار تعاونه مع الاتحاد الإفريقي، يستعد قريبا لنشر مفاوضين شباب من أجل دعم ترافع المجموعة الإفريقية للمفاوضين، وبالتالي إيصال صوت إفريقيا إلى اتفاقية الأطراف (كوب 28) المقرر عقدها في أذربيجان.
من جهة أخرى، سيتم إيصال صوت المغرب إلى مجموعة العشرين حول موضوعي المناخ والاقتصاد الحيوي من خلال الاتحاد الإفريقي الذي أصبح عضوا في مجموعة العشرين.
وأضافت أنه “بفضل القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أحرز المغرب تقدما كبيرا في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة”، مشيرة إلى أن هذا التقدم الملحوظ معروف ومعترف به ليس فقط في إفريقيا، بل على المستوى الدولي.
ومن هذا المنطلق، تضيف المسؤولة، تبنت المملكة مقاربة طموحة واستباقية للاستجابة للتحديات البيئية، من خلال وضع استراتيجيات للتنمية المستدامة والانخراط بفعالية في مكافحة تغير المناخ.
وقالت السيدة الجوزي إن هذا الموقف الطلائعي للمملكة يعتمد على رؤية استراتيجية للتحول الطاقي، فضلا عن سلسلة من المبادرات الإفريقية غير المسبوقة والمتفردة في مجال البيئة، مبرزة الدور الكبير والالتزام الشخصي لجلالة الملك بتعزيز التعاون جنوب-جنوب في مجال المناخ، وخاصة الدفاع عن مصالح البلدان الإفريقية.
واستعرضت في هذا السياق، العديد من المبادرات المبتكرة، من بينها مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية ، وإحداث لجنة المناخ لحوض الكونغو ولجنة المناخ للدول الجزرية، ووضع الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، وحماية النظم البيئية ومكافحة التصحر.
وبخصوص المشاركة المتميزة للمغرب في أشغال الدورة الاستثنائية العاشرة للمؤتمر الوزاري الإفريقي حول البيئة المنعقدة بأبيدجان، سجلت أنها تكتسي أهمية قصوى، وذلك لأسباب استراتيجية، بيئية ودبلوماسية.
وفي هذا السياق، أشادت هذه الخبيرة الدولية بالريادة البيئية للمملكة، حيث يتموقع المغرب كـ”رائد إفريقي” في المبادرات البيئية والمناخية على المستوى الدولي وكذا على مستوى القارة الإفريقية.
وأشارت السيدة الجوزي إلى أن هناك العديد من الأمثلة على ذلك، مستشهدة، في هذا السياق، بخبرة المغرب في مجال تدبير مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، بفضل استخدام معطيات الأقمار الصناعية التي يتوفر عليها المغرب، وإحداث البنيات التحتية الملائمة واللازمة، وخلق مشاريع رائدة مثل مركب ورزازات للطاقة الشمسية المعروف عالميا، والذي سيمكن المغرب من أن يصبح رائدا دوليا في مجال الانتقال الطاقي.
وأوضحت أن كل ذلك يندرج في إطار خارطة طريق وطنية للتنمية البيئية المستدامة، مبرزة أن مشاركة المغرب في هذا المؤتمر الهام ستمكنه من تعزيز تعاونه الإفريقي، حيث يشكل هذا الحدث فضاء مواتيا للمملكة لتعزيز تعاونها، خاصة في مجالات تدبير المياه ومكافحة التصحر وتعزيز الطاقات المتجددة.
وتابعت المسؤولة، في هذا السياق، أن الاتحاد الإفريقي والدول الأعضاء أكدوا على أهمية العمل الممتاز الذي تم إنجازه خلال رئاسة المغرب لمجموعة المفاوضين الأفارقة حول التصحر، على مدى خمس سنوات.
وأضافت أن الاجتماع التحضيري لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي عقد على هامش المؤتمر الوزاري الإفريقي حول البيئة، تميز بتبني موقف إفريقي مشترك، والذي سيكون في جدول أعمال مؤتمر (كوب 16)، مشيرة إلى أن هذا الموقف سيتمحور حول استراتيجية قارية لمكافحة التصحر بشكل فعال، ووسائل التنزيل والإطار الاستراتيجي.
وسجلت السيدة الجوزي أن المغرب، ومنذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، ما فتئ يعزز دبلوماسيته البيئية، معتبرة أنه من خلال كل هذه الإنجازات في مجال إدارة الموارد المائية وتدبير الكوارث الطبيعية الناجمة عن الاحتباس الحراري وحكامة المحيطات وغيرها، فإن المملكة تعزز مكانتها الجيوسياسية بشكل أكبر، مما يؤهلها لتكون فاعلا رئيسيا لا محيد عنه بالنسبة لمستقبل إفريقيا.
يشار إلى أن الدورة الاستثنائية العاشرة للمؤتمر الوزاري الإفريقي حول البيئة تنعقد تحت شعار “تعزيز طموح إفريقيا لتقليص تدهور الأراضي والتصحر والجفاف”، وتعرف مشاركة شخصيات بارزة، من بينها مسؤولون حكوميون وممثلون عن منظمات دولية، وخبراء من عدة بلدان من بينها المغرب، فضلا عن فاعلين من المجتمع المدني.