الفيدرالية المغربية لناشري الصحف تخلد اليوم الوطني للإعلام

قالت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، إن المغرب، يخلد كل سنة، اليوم الوطني للإعلام، وذلك في 15 نونبر، ويجسد موعدا لتقييم الوضع العام للصحافة والإعلام ببلادنا، واستعراض ما قد يكون تحقق من مكتسبات، وفي نفس الوقت الوقوف على النقائص والإختلالات وما ينبغي العمل من أجل تحقيقه في المستقبل”.

وأضاف الفيدرالية في بلاغ توصلت به “المصدر ميديا”: “هذا الموعد الوطني السنوي الهام، فلأنها بقيت على امتداد تاريخها، وطيلة أزيد من عقدين، الشريك المهني الأساسي للسلطات العمومية في مختلف الإصلاحات والبرامج الهيكلية التي تعني المهنة، والمعبر الجاد والرصين عن تطلعات ومواقف ناشري وناشرات الصحف بالمغرب، وأيضا لأنها مستمرة في ذات الأفق وعلى نفس الطريق، ساعية للمساهمة في الإرتقاء بالصحافة المــــــغربية وتأهيلها لكل الإستحقاقات المهنية والوطنية المطروحة”، مسجلة “صمود المقاولات الصحفية، الوطنية والجهوية، وعموم الجسم المهني المغربي في السنوات الثلاث الأخيرة، سواء أمام جائحة” كورونا”وتداعياتها، أو في مواجهة كل اختلالات القطاع وتدهور محيطه الإقتصادي، أو أيضا خلال كارثة زلزال الحوز، واستمر، برغم كل ذلك، تقديم الخدمة العمومية للجمهور، وانخرطت الصحافة الوطنية، كما دأبت على ذلك باستمرار، في الانتصار للقضايا الوطنية الأساسية والدفاع عن صورة البلاد ومصالحها الكبرى”.

وسجلت الفيدرالية كذلك “حجم وأهمية الجهد المالي الكبير الذي وفرته الدولة لدعم الصحافة الوطنية وأوضاع مواردها البشرية، وذلك بالرغم من الملاحظات المتصلة بأشكال التوزيع وغياب الإنصاف والشفافية، فإنها تنبه الى أن القطاع يواجه تحديات عديدة ومتداخلة ومتراكمة، وبعضها تكاد مخاطره تكون وجودية على المستقبل القريب للعديد من مقاولاته، وهذا يفرض اليوم انخراط كل الأطراف المهنية والحكومية، وتكاثف كل الجهود من أجل التصدي لكل هذه التحديات، ومعالجة الإختلالات، ورسم معالم الطريق نحو المستقبل”.

وبمناسبة اليوم الوطني للإعلام، يعتبر المكتب التنفيذي للفيدرالية المــــــغربية لناشري الصحف -حسب البلاغ- أن روح وأساس هذه الذكرى الوطنية الزاخرة بالدلالات التاريخية تفرض اليوم الإنكباب على تحيين وتأهيل المنظومة القانونية المرتبطة بالصحافة والإعلام، وتطوير البناء التنظيمي العام، وذلك بما يكرس حريتي التعبير والصحافة والحق في المعلومة وقيم حقوق الإنسان، ويحفز على التعددية والتنوع والإنفتاح، وأيضا يطور التنظيم الذاتي ويرسخه.

وفي الإطار نفسه، يؤكد البلاغ أنه يجب تعبئة كل الجهود لاستيعاب التحولات التكنولوجية المهولة ذات الصلة والأثر على القطاع، وتمتين أشكال التلاؤم الذاتي معها، علاوة على الإصلاح الحقيقي لإختلالات سوق الإشهار والإعلانات، وقطاع توزيع الصحف الورقية، وإبداع برامج ومبادرات لتنمية القراءة وسط شبابنا وشعبنا، وتطوير قطاع الطباعة، والتخفيف من التداعيات السلبية لعمالقة الأنترنيت على واقع مقاولات الصحف الوطنية المكتوبة والإلكترونية…، بالاضافة الى مشكلات أخرى طالما استعرضتها الفيدرالية وترافعت من أجلها.

وحيث أن هذه الإنشغالات المهنية يشترك في الحديث عنها معظم مكونات الجسم المهني، ناشرين وصحفيين، فإن الفيدرالية المــــــغربية لناشري الصحف تستغرب جدا لأجواء التشرذم والنفور الواضحة بين المنظمات المهنية ووسط الجسم المهني خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك بشكل غير مسبوق على الإطلاق، وتعتبر أن ذلك كان من ضمن أسباب تأخر الإصلاح وفرملة دينامياته، وتجدد نداءها إلى كل الزميلات والزملاء من أجل الوحدة ونبذ التشرذم غير المفهوم.

وبنفس القوة، تتأسف الفيدرالية المــــــغربية لناشري الصحف لضعف الحوار مع السلطات العمومية المعنية بالقطاع، وتسجل أن الشراكة بين الحكومة والمنظمات المهنية الجادة لم تكن بهذا الضعف والتلكؤ، على الأقل طيلة العشرين سنة الأخيرة.

وتذكر الفيدرالية أن غياب هذا الحوار المطلوب تجلى بمناسبة المآل القانوني الغريب الذي انتهى إليه المجلس الوطني للصحافة، وأيضا في الإعداد لمنظومة قانونية جديدة للدعم العمومي، وفي محطات وقضايا أساسية أخرى تهم المهنة ومستقبلها.

وبناء على كل ما سبق، تتطلع الفيدرالية المــــــغربية لناشري الصحف كي تستحضر وزارة القطاع روح اليوم الوطني للإعلام وتباشر حوارا حقيقيا وتعدديا ومنفتحا وجديا مع كل المنظمات المهنية ذات التمثيلية الحقيقية، وبلا أي إقصاء، كما تأمل أن تدرك المكونات المهنية الأساسية دقة ما يحياه القطاع من مشاكل واختلالات، وتسارع الى نبذ التشرذم، والسعي الى الوحدة وتكاثف الجهود لمصلحة القطاع وموارده البشرية.

ومن جهتها، تستمر الفيدرالية المــــــغربية لناشري الصحف في مد يدها للجميع، وهي مستعدة لتمتين كل أشكال التنسيق والتعاون المطلوبة على قاعدة الجدية والوضوح ونبذ الأنانيات والحسابات الصغيرة جدا.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد