أكد رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني بأن هذه الزيارة الذي يجريها رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف للمغرب دليل على علاقات الصداقة المتميزة بالاحترام والتقدير المتبادلين التي تجمع كلا البلدين، قائلا ” ان هذه الزيارة تندرج ضمن خيار واضح لآفاق التعاون الذي دشنته الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس إلى موسكو في مارس 2016، والشراكة الإستراتيجية العميقة التي نتجت عنها، هذه الشراكة هي التي رسمت الطريق نحو تعاون متين ومثمر وإيجابي للطرفين، شراكة تستجيب للتطلعات والالتزامات المتبادلة بين البلدين”.
وتابع العثماني: ” يتعلق الأمر هنا بخارطة طريق، محددة وطموحة وعملية تمكن من إرساء شراكة تستجيب للتطلعات المشروعة لبلدينا من أجل تطوير تعاونهما، نحن متفائلون لهذه الديناميكية الجديدة، ومقتنعون بأن هذا المسار في التعاون سيساهم لا محالة في تعزيز الاستقرار والمضي قدما في صون مصالح البلدين في إطار من التضامن والتفاهم المرتكز أساسا على الاحترام المتبادل والمحافظة على السلامة الإقليمية لبلدينا”.
ورجع العثماني على المسار التاريخي للعلاقات المغربية الروسية والتي تضرب في عمق التاريخ ، أذ ترجع الى عام 1778 من خلال تبادل الرسائل بين السلطان سيدي محمد بن عبد الله والإمبراطورة كاترين الثانية في أفق التوقيع على اتفاق السلام.
وشدد العثماني على ضرورة تقوية الاطار القانوني للبعد الاستراتيجي للعلاقات الثنائية المغربية الروسية، فالمغرب ينوه بالاتفاقيات ذات الأهمية القصوى الموقعة بمناسبة الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس لروسيا سنة 2016، كما نسع اليوم بالتوقيع على اتفاقيات جديدة في إطار زيارتكم الحالية للمملكة المغربية.
وأوضح العثماني بأن الاتفاقيات الجديدة بين البلدين ستتركز على المجال الجمركي، من خلال التوقيع على برتوكول تبادل المعلومات قبل وصول البضائع والسلع والمركبات، المعروف ب”CORRIDOR VERT” سيسهل تدفق المعاملات التجارية، خصوصا بالنسبة إلى المواد الفلاحية التي تشكل جزء كبيرا في الصادرات المغربية نحو روسيا، وفي القطاع الفلاحي، فإن التوقيع على مذكرة تعاون بين وزارتي الفلاحة المغربية والروسية تعد بمثابة قيمة مضافة يمكن أن تغني رصيد التعاون القائم بيننا، أما في ما يخص التعاون الطاقي، فهناك آفاق واعدة بين البلدين ستمكن من تعميق التبادل في مجال الغاز الطبيعي والكهرباء والنجاعة الطاقية والهيدروكاروبات…
كما نوه العثماني بمذكرة التفاهم فيما يخص التعاون بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمنظمة الدينية المركزية في موسكو، التي تم التوقيع عليها بمناسبة الزيارة الملكية التاريخية لروسيا سنة 2016، التي تروم تقاسم وتبادل التجارب والخبرات في مجال تثمين التراث الإسلامي والمحافظة عليه.
وفي ختام حديثه نوه العثماني بمشاريع التوأمة بين المدن المغربية والروسية، وأحيي المبادرات المتخذة في هذا المجال بين العاصمتين موسكو والرباط، وأيضا بين الدار البيضاء وسان بيترسبورغ.