أفاد تقرير جديد صدر، اليوم الأربعاء، بأن مرض السل لا يزال يشكل أحد الأسباب الرئيسية للوفيات في جنوب إفريقيا، حيث يمثل مشكلة صحية عمومية خطيرة، مع تسجيل أكثر من 54 ألف حالة وفاة سنويا في البلاد.
وأوضح التقرير الذي أعدته منظمة “أطباء بلا حدود” أنه بما يقرب من 300 ألف شخص بالسل كل عام، يعتبر السل مرضا يفتك بشرائح كبيرة من سكان جنوب إفريقيا، خاصة بين الأغلبية السوداء.
ويشير المصدر نفسه إلى أنه “يجب على جنوب إفريقيا بذل المزيد من الجهود للحد من تأثير هذا الوباء على الأطفال والصحة العمومية”، مؤكدا أن السل لا يزال أحد أكثر تحديات الصحة العمومية إلحاحا في البلاد، رغم الجهود المبذولة من قبل السلطات لمكافحة هذا المرض المعدي.
ووفقا للعديد من تقارير الأمم المتحدة، تعد جنوب إفريقيا واحدة من أكثر البلدان تضررا من هذا المرض في العالم. وتسجل القارة 23 في المائة من حالات الإصابة بالسل و33 بالمائة من الوفيات الناجمة عن هذا المرض عالميا.
وتعترض الجهود المبذولة للقضاء على السل عدة عوامل، بما في ذلك محدودية الولوج إلى الخدمات الصحية، والنقص في البنى التحتية الصحية، ورداءة جودة الرعاية، والنقص في الموارد البشرية الصحية، والثغرات في مجال الحماية الاجتماعية.
كما يظهر التقرير الجديد الصادر عن منظمة “أطباء بلا حدود” أن الأطفال المصابين بالسل لا يزالون يتعرضون للتجاهل في الجهود المبذولة للقضاء على المرض.
وقد فحص التقرير المعنون بـ “TACTIC: اختبار ووقاية وعلاج السل عند الأطفال”، التوجيهات السياسية فيما يخص محاربة داء السل في 14 بلدا من البلدان ذات الأعباء المرتفعة، وكشف أن العديد من البلدان متخلفة في ملائمة سياساتها الوطنية المتعلقة بمحاربة داء السل مع أحدث المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.
وتأسف التقرير على أن السل عند الأطفال يعد آفة صامتة، حيث يودي بحياة طفل كل ثلاثة دقائق، وأن نصف الأطفال المصابين بالسل لا يتم تشخيصهم أبدا.
وحثت منظمة أطباء بلا حدود الدول على تحيين توجيهاتها الوطنية لتتلاءم مع توصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص التكفل بالأطفال المصابين بداء السل، مع تخصيص الموارد الضرورية. كما حثت المنظمة المانحين الدوليين ووكالات الدعم التقني، على تقديم دعم كاف للدول لمساندة الإصلاحات وتفعيل السياسات الخاصة بمحاربة السل عند الأطفال.