ودعنا سنة ، وتوالت الأيام والشهور، ولا يزال المواطن المغربي ينتظر انفراج الأزمة أو الغمة أو الردة التي انفضحت في تدبير مشهدنا السياسي.
فرحنا بعرس السابع من اكتوبر، ثم انسرق منا الفرح بسبب البلوكاج العصي على الفهم، وبدا واضحا أن بياضا سياسيا يتسيد الموقف، وينتج زمنا مغربيا مهدورا.
ومن شواهد الهدر السياسي، انتصار القول ضدا على الفعل، وتنامي ردود الأفعال، بدل الانخراط في الجدي من مقاربات، اذ لا تزال حرب التصريحات والبلاغات الصحافية مستمرة، والتراشق بالكلام الذي يؤسس لمرحلة أخرى من تاريخ السياسة في المغرب، نتمنى ألا تكون مرحلة للعبث السياسي.
إن المتتبع للمشهد السياسي المغربي خلال الاستحقاقات التشريعية لأكتوبر 2016 يخيل إليه أن هذه المرحلة ستكون مرحلة فاصلة في تاريخ المغرب السياسي، خصوصا في ظل تبعات الربيع العربي وما نتج عنه من عدم استقرار في العديد من الدول العربية، على اعتبار أن طول هذه الفترة التي شهدت مشاورات مكثفة كانت تشير علنا وضمنا الى انبناء نوع من المقاومة للتصدي لنماذج معينة يتم إقحامها بقوة. وهو ما يدل على وجود مخاض توقعنا أن يكون ايجابيا، الا أن مايثير القلق هو المسار الذي أصبحت تأخده الأمور و الفشل الذي يرافق حتى الآن تشكيل الحكومة والتلاعبات السياسية التي أفرزت ما افرزت من تشوهات في الخطاب والممارسة، فهل نعيش ردة ديموقراطية؟ أم أننا ما زلنا نحبو على عتبات الديموقراطية؟ أم أننا ما زلنا في عمق انتقال ديموقراطي طويل الأمد على حد تعبير مفكرنا الرائع محمد سبيلا؟
إن ما يحدث اليوم وما يتواصل من اهدار للزمن السياسي، يدفع المواطن المغربي الى طرح سؤال مأزقي بصدد الجدوى من التمرين الديموقراطي الذي جربه في أكتوبر الماضي، فلماذا ذهب الى صناديق الاقتراع؟ لماذا شعر للحظة أن عليه واجبا وطنيا؟ بما أنه في الأول والأخير سيجد نفسه مشتركا في مسرحية تاريخية كبرى أجهزت على ما تبقى لديه من حلم في حياة سياسية متوازنة؟؟؟
لم تعد الحياة السياسية في المغرب مثيرة لا لمتتبعيها من بعيد ولا للمواطن المغربي الذي فقد القدرة على استيعاب ما يجري من تبادل للأدوار والأماكن بشكل يدعو للسخرية، أماكن حجزت قبل أن تقول صناديق الاقتراع كلمتها، وحكومة يراد لها أن تتشكل على مقاس خاص، في ظل وجود أحزاب لم يعد النضال الحقيقي فيها مقياسا لخوض غمار السياسية بكل تلاوينها، اختلط المناضل السياسي برجل الأعمال، بأرانب السباق لتتحول الحياة السياسية الى دجاجة تبيض ذهبا لكل من امتهنها…وبين هذا الحد وذاك، ليس هناك من قيمة للزمن السياسي، فلا بأس ان نعيش بلا حكومة لاكثر من ثلاثة شهور، لا بأس،…عزاؤنا فقط هو ان ولادة الحكومة القادمة قد تكون في شهر السان فالانتاين، شهر الحب، فهل ستحبنا حكومتنا الموقرة؟ وهل سنبادلها الحب؟ ان فبراير لناظره لقريب….
شهر “سان فالانتاين” هو أيضا شهر شباط أستاذتي الغالية، وهذا مأزق جديد يجعل بعض الساسة الذين يقلقهم الأمين العام لحزب الإستقلال، إلى تأجيل تشكيل الحكومة إلى مارس… ههههههه