الروح مقدسة
إن الرغبة في الحياة لا يضاهيها شيء إلا إذا اقترنت باليأس المرضي، فحياة المرء هي أغلى ما يملك وأن الروح تبقى الأقدس في الوجود.
في بحر الأسبوع الماضي، أمضى الجميع ليلة مرعبة وسط تساؤلات كثيرة نتيجة مقتل النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الدستوري عبد اللطيف مرداس.
فاجعة هزت أسرته الصغيرة والكبيرة، كما اربكت المجتمع المغربي الذي تسائل عن مدى جرأة القاتل في استعمال الرصاص الحي للتصفية الجسدية لرجل أمام بيته دون أن يرف له جفن.
انه لمن قساوة القدر أن يتوفى والدك بين يديك وأمام بيتك دون أن تستيطيع أن تقدم له أي شيء .
حادثة مرداس أثرت فينا انسانيا وجعلتنا نتأسف على واقع بات فيه المجرم ذو سلطة على رقابنا، يهدد، ويسلب، ويقتل دون ان يشكل له السجن عقاب رادعا بل يراه مكانا أكثر أمنا ليعود أكثر قوة و تجبرا.
ان المواطن من حقه أن يشعر بالأمن وأن يطالب به، وأن يطالب أيضا بالعقاب الشديد لمجرم قتل أباه، أو علم بسكينه الشرس على وجه قريبته، أو خطف حقيبة سيدة بعد ان هددها بسيف لا نعلم أين صنع.
اليوم باتت مواقع التواصل الاجتماعي ايضا فضاء لاستعراض المجرمين لمهاراتهم وتبجحهم بالجريمة، كلنا تابعنا عدد من المجرمين من دوار الحاجة بالرباط وهم يستعرضون سيوفهم واستهلاكهم للمخدرات، ليبقى السؤال، تفشى الجريمة داخل المجتمع مسؤولية من ؟.
سؤال لا يمكن الاجابة عليه بمجرد تخمينات أو تحليل سطحي، وانما يحتاج الى تظافر جهود علماء الاجتماع و النفس، وعلم الاجرام .. للوقوف على اسباب ودوافع هذه الظاهرة و طرح السبل الكفيلة للحد منها.
المجرمون أو “المشرملون” كما عزف الكثيرون منا على تسميتهم هم أيضا أبناء هذا الوطن، وبدورهم بحاجة الى أليات لانتزاعهم من مسار مدمر والرمي بهم في طريق تخدم الوطن، وتساعد في ازدهاره.
الموت علينا حق، والايمان بالقضاء القدر لا احد منا ينكره، لكن من حق أبناء عبد اللطيف مرداس معرفة قاتل والدهم، ومن حقهم أيضا أن يطالبوا بانزال أقوى العقوبات على من أفقدهم والدهم.
كما أننا واثقون بان المجرم مهما بقي طليقا سينال عقابه، لان الروح مقدسة .