احتضن بهو مسرح محمد الخامس بالرباط، خلال نهاية الاسبوع، حفل توقيع ديوان “طعنات في ظهر الهواء” للشاعر محمد بلمو.
الحفل الذي نظمته جمعية الفكر التشكيلي بتعاون مع مسرح محمد الخامس وبدعم من المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بجهة الرباط سلا القنيطرة، تصمن قراءات من الديوان بصوت الشاعر المحتفى به، وقراءة في المجموعة الشعرية قام بها أستاذ الفلسفة في جامعة محمد الخامس، محمد الشيكر ركز فيها على شعرية التراجيديا كافق ابداعي للشاعر يشتغل على الحزن ليس مقدر وبكاء ولكن كخافز للشباب بالحياة ومقاومة منها.
الشاعر بلمو قال في كلمة بالناسبة، إن ديوان “طعنات في ظهر الهواء” يعالج قضايا ذاتية واجتماعية وإنسانية يختزلها عنوان الديوان في الغدر الذي يتعرض له الهواء بدلالته الحقيقية، كانتشار الأسلحة النووية، والكيماوية، والجرثومية، والتلوث وما ينجم عنه من تغيرات مناخية.
وأضاف أن عنوان ديوانه يحمل في طياته أيضا دلالة مجازية، تحيل أساسا على الحرية، حيث تضمن الكتاب نصا عن معاناة الشعب الفلسطيني الذي لا زال يروح تحت الاحتلال ومعاناة العديد من الشعوب مع الحروب والكوارث، علاوة على بعض المحن التي مر منها الشاعر ، والتي حاول مقاومتها عبر كتابة الشعر.
واستحضر محمد الشيكر في قراءته للمجموعة ما سماه ب”شعرية التراجيديا” من خلال مأساة الفقد والفراق التي تجرع مرارتها الشاعر بسبب موت حفيدته عن عمر سنتين بسبب داء السرطان، مشيرا في هذا الصدد إلى قصيدة “عودي أريج كي نرقص” التي يعبر فيها عن هول المأساة وفداحة الرزء، فيما عبر في نصين آخرين يحملان عنوان “بين قوس وقوس”، و”لا يد.. لي”، عن عجزه عن القيام بأي شيء من أجل إنقاذ “أريج”.
وأضاف استاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن طابع الحزن لا يقتصر فقط على المعاناة الشخصية، لكنه ينفتح على معاناة إنسانية حيث مظاهر الفقر والظلم والحروب وما تخلفه من مآس وكوارث وغيرها، تعزز الإحساس بالحزن والغدر الذي يتعرض له الإنسان.
صدر ديوان “طعنات في ظهر الهواء” عن منشورات جمعية الفكر التشكيلي في دجنبر 2019 وتعذر إقامة حفلات لتوقيعه بسبب وباء كورونا.
ويأتي هذا الديوان الذي تصدرته لوحة للفنان محمد الإدريسي المنصوري، بعد ثلاث مجاميع شعرية لبلمو هي: صوت التراب ( شعر)، منشورات اتحاد كتاب المغرب سنة 2001، وحماقات السلمون (شعر) مشترك مع الشاعر عبد العاطي جميل سنة 2007، ورماد اليقين مجموعة شعرية في طبعتين سنة 2013 وسنة 2017، وحمار رغم أنفه (مسرحية) مشتركة مع السيناريست والكاتب المسرحي عبد الإله بنهدار سنة 2018.
ويتضمن الديوان خمسة عشر نصا شعريا جاءت على التوالي تحت عناوين “همهمات”، و”لامية 2012″، و”لا توقفوا ناركم”، و”أيتها ال أحزان مهلا”، و”الساحرة”، و”جرى الذي جرى”، و”ستفاجئهم”، و”عودي أريج كي نرقص”، و”طعنات سحيقه”، و”بريد الجثث”، و”الأمل.. لا يموت”، و”بين قوس وقوس”، و”لا يد.. لي”، و”عندما أموت”، ثم “لا أكتب”.
تجدر الإشارة إلى أن محمد بلمو، شاعر وإعلامي مغربي ولد سنة 1964 بقصبة بني عمار بزرهون ما بين مدينتي فاس ومكناس، وحاصل على إجازة في الفلسفةو علم الاجتماع وعلم النفس من جامعة محمد بن عبد الله بفاس سنة 1989. وفاز بلمو بجائزة عائشة مكي للمراسلات القضائية لجريدة لوبينيون (جائزة لجنة التحكيم) سنة 1995. واشتغل في الصحافة المكتوبة لأزيد من عشريين سنة، قبل أن يعين مكلفا بالصحافة في وزارة الثقافة.