الخبير ماءالعينين :الخطاب الملكي كان حاسما ومحددا للبوصلة التي يبني بها المغرب علاقته مع الدول الصديقة
بمناسبة إفتتاح البرلمان وخطاب جلالة الملك أمام أعضاء الغرفتين قال الخبير في الشؤون الصحراوية ونائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية محمد الغيث ماء العينين في تصريح للمصدر ميديا أن الخطاب “،كان متميزا بشكل لافت مقارنة مع الخطابات التي يلقيها جلالة الملك في مثل هذه المناسبة منذ سنة 1999 إلى الآن ، تميز في النقط التالية اولهما ان جميع الخطب منذ سنة 1999 إلى الآن ولأزيد من 25 خطابا للمرة الثالثة فقط تاتي في مقدمة خطابه السامي التوجه كما العادة إلى السادة البرلمانيين والبرلمانيات ويضيف جملة -ومن خلالكم إلى الشعب المغربي- ، وعادة مايتم الاكتفاء بعبارة ايها السادة البرلمانيون والبرلمانيات وهذا تأكيد أن مخاطبة هؤلاء وعبرهم مخاطبة الشعب المغربي والهيئات والمؤسسات المعنية وفيه تأكيد على الموضوع المثار وضرورة حشد وتعبئة جميع القوى الحية والشعب المغربي عموما للانخراط فيما بدأ به الخطاب وهنا يتعلق بإستراتيجية وسياسة الدولة فيما يتعلق بملف الصحراء . والنقطة الثانية ان الخطاب لم يتحدث عن السياسات العامة ولا عن القضايا الحزبية ولا عن توجيهات عامة تتعلق بشأن السياسي الداخلي ،بل ركز على موضوع واحد وهو موضوع ملف الوحدة الترابية الوطنية وهنا يضيف محمد الغيث ماءالعينين ” بجب التفكير على ان هذا الخطاب يأتي فقط أقل من خمسة وعشرون يوما على خطاب المسيرة الخضراء التي عادة ما يخصص الخطاب فيها حصريا لملف الصحراء ومستجداته ، وهذا يعني تفسيرات متعددة الجوانب. منها أن هذا الخطاب يلقيه جلالة الملك رسميا بعد الاعتراف الفرنسي المباشر بمغربية الصحراء، وللتذكير فقد شنت الجارة الشرقية الجزائر حملة كبرى ومحاولة التشويش على الاعتراف الفرنسي بعد ان اخبرتها بشكل رسمي وزارة الخارجية الفرنسية باعتراف فرنسا بمغربية الصحراء وجاء ذلك في شهر يوليوز الماضي واشارت دبلوماسية آلة بروبكاندا الجزائر إلى أنه سوف يتم الإعلان عن ذلك في خطاب عيد العرش ، وحاولوا التشويش على الخطوة الفرنسية و جاء الاعتراف بعد عيد العرش و شنت الجزائر حملة شعواء على فرنسا تجاوزت الحملة التي شنتها على اسبانيا لكن هذه المرة لم تذهب في إطار التلويح بعقوبات اقتصادية او دبلوماسية على فرنسا لانها فشلت في خطوات مماثلة وتراجعت الجزائر بعد فشلها في ذلك.
اذا جاء خطاب جلالة الملك كأول خطاب بعد الخطوة الفرنسية الكبيرة جدا والمهمة جدا والاستراتيجية وكانت مناسبة حيث أن هذا الخطاب يذكرني بخطاب عيد العرش ينة 2014 حيث قدم جلالته جرد وحصيلة لخمسة عشر سنة لحكم جلالته وهذه المرة كانت جرد وحصيلة لسياسة والاستراتجية الملكية التي اعتمدت مند تقريبا 2017 عندما اعتمد المغرب سياسة التغيير بعدها كانت سياسة التدبير حيث بدأت الدبلوماسية المغربية بخطوات جريئة أبرزها العودة إلى الاتحاد الافريقي والحد من تحرك ووجود الكيان الوهمي وخطوة اخرى شرق الجدار بطرد البوليساريو من معبر الكركارات وفتح معبر حدودي مباشر بين المغرب والجارة الجنوبية موريتانيا ثم طرد اغلب المسلحين من شرق الجدار ، وخلق واقع جديد يظهر انه لا قدسية لأي حدود غير حدود حق المغرب وسيادته الكاملة على ارض الصحراء ، وهذا واقع جديد ثم كانت نقطة أخرى وهي اعتراف الولايات الأمريكية بمغربية الصحراء وبدأ فتح قنصليات بالعيون والداخلة بداية من قنصلية الكوديفوار في العيون والتي كانت أول قنصلية ذكرها تقرير لأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش وكانت بداية التغيير الديبلوماسي في تعامل الدول التي تعترف بمغربية الصحراء بشكل ملموس وواقعي ثم جاء الخطاب الملكي الذي كان حاسما محددا للبوصلة التي يبني بها المغرب علاقته مع الدول الصديقة وأثمرت موقف فرنسا و تعبيرها بوضوح لموقفها المؤيد لمغربية الصحراء . حديث اليوم عن الصحراء كما جاء في خطاب الملك لا يعني فقط الحديث عن استكمال الوحدة الترابية و الوطنية وقد حسمت المملكة في الموضوع بل كان خطاب للرهان التنموي رهان المغرب الذي اصبح يعتبر قوة إقليمية واصبح لديه وضع استراتيجي جديد في إطار المتغيرات الكبرى التي يعرفها العالم منها التحالفات وما وقع من ارتباك وعدم استقرار في الساحل و مختلف دول المنطقة ، المغرب هو الدولة المستقرة الوحيدة بين المحيط الأطلسي والبحر الأحمر من السودان إلى حدود الصحراء المغربية وهو المعبر شبه الوحيد لافريقيا وأوروبا مع دول جنوب الصحراء طريق آمن ومستقر والرهان واضح كما ذكر جلالة الملك ان الصحراء المغربية ستصبح منصة تنموية، منصة لها افاق كبرى تجمع دول أمريكا وأوروبا مع دول أفريقية مع مبادرات مثل المبادرة الأطلسية ومباشرة دول الساحل وفتح الحدود ومنفذ إلى المحيط الأطلسي وكذلك أنبوب الغاز هذا يعني ان الصحراء المغربية ستصبح مركزا اقتصاديا اساسيا ينافس منطقة الدار البيضاء وطنجة وغيرهما . كما أن تأكيد جلالة الملك على الاعتراف بمغربية الصحراء يأتي لمساعدة ودعم مسار أممي لغلق هذا الملف وللبحث عن تسوية نهائية سلمية للنزاع المفتعل، والكثير من الدول راجعت مواقفها و الدول الغير ذلك أصبحت خارج الشرعية الدولية والتي لا تعترف بذلك هي الجزائر و الكيان الوهمي لانه منذ 2017 مرورا بسنة 2020 كل القرارات الأممية تتحدث ان لا حل لقضية الصحراء خارج السيادة المغربية لأن غير ذلك سيكون حلا غير واقعي وغير قابل للتطبيق وتقول بشكل واضح ان المبادرة الوحيدة المطروحة هي مبادرة الحكم الذاتي بل اكثر من ذلك مطالبة امين العام بتدبير مواردها واستراتجيتها مع قرارات مجلس الأمن اي بدعم الامين العام بالبحث عن حل واقعي عملي مقبول لذا الطرفين يعني تجاوز بشكل واضح لأي حل اخر خارج السيادة المغربية
المحجوب الانصاري