الحبوب المهلوسة تستهدف تلاميذ المؤسسات التعليمية..وانتشارها وصل الخطوط الحمراء

“ليكسطا”، “الفانيدة”، “بولة حمرة”، “الذوابة”، “دو جيغا”، كلها مصطلحات يتم تداولها بسرية تامة بين تلاميذ المؤسسات التعليمية، في الوقت الذي أصبحت فيه الحبوب المهلوسة في الوسط التعليمي آفة تثير قلقا لدى الأسر على مصير أبنائهم الدراسي والعلمي، مما جعلهم يدقون ناقوس الخطر من هذه الآفة التي لم تستطع الحملات التمشيطية التي تقوم بها فرق مكافحة المخدرات ولا الحملات التحسيسية للجمعيات القضاء عليها بشكل نهائي في ظل استغلال شبكات الترويج في الوسط التلاميذي صغر سن الاطفال والمراهقين واستيعابهم لحجم أضرار هذه السموم.

فضول، حب إستطلاع،تجربة وإدمان

يدفع الفضول وحب الاستطلاع والمغامرة العديد من الشباب والاطفال المتمدرسين إلى خوض العديد من التجارب كتجربة الحبوب المهلوسة التي تروج بكثرة بمحيط المؤسسات التعليمية المغربية، حيث تجتذب أعينهم وعقلوهم بشكل يجعلهم يدمنونها ويصعب عليهم الاقلاع عنها مبررين إدمانهم بأن تلك الحبوب تذهب عنهم الخجل والمشاكل وتحولهم إلى أشخاص غير عاديين وأقوياء في عيون غيرهم.

ومن خلال معاينة المصدر ميديا للظاهرة فأغلب آراء الشباب المدمنين على الحبوب المهلوسة تكشف على أن الأمر استئنف بالفضول وانتهى بإدمان يصعب تركه خاصة وأن المنتج أصبح متواجدا بكثرة وأن الخروج من تلك  الدوامة بات أمرا مستحيلا.

إدمان الحبوب المهلوسة لم يعد حكرا على الذكور

أصبح عدد الفتيات اللواتي يتعاطين للحبوب المهلوسة يتزايد يوما بعد يوم حيث أن العديد منهن لا ينزعجن من الحديث عن إدمانهم معتبرات ذلك مسألة عادية وحرية شخصية وسيحققن بذلك أسمى درجات التطور والتقدم والانفتاح، كما تعتبر بعض الفتيات ذلك حلا للهروب من المشاكل الأسرية التي يعانينها ومن الضغط اللواتي يواجهنه من صفوف المدرسة، حيث يلجأن إلى إدمان تلك الحبوب اللواتي يعتبرنها إكسيرا لحل المشاكل وللهروب من الواقع ولو لدقائق معدودة ليدخلن في دوامة الادمان الذي ينخر جسدهن غير مباليات لنظرة المجتمع المحافظ الذي يرى بأنهن ارتكبن خطيئة في حقن أنفسهن و حق عائلتهن ويصنفهن ضمن القائمة السوداء.

حيل وخدع لبيع الحبوب المهلوسة أمام المؤسسات التعليمية

يتخفى بائعي الحبوب المهلوسة في عدة مهن أمام المؤسسات التعليمية، فمنهم من يتخفى في بيع الحلويات ومنهم من يبيع الحلويات المنزلية “غريبة و سلو” الممزوجة بالمخدرات، ومنهم من يستغل بعض التلاميذ من أجل ترويج منتجه حيث يزوده بالحبوب المهلوسة بالمجان شريطة أن يستقطب أكبر عدد من التلاميذ من داخل المؤسسة التعليمية، مما يجعل التلميذ مضطرا للخضوع لأوامر هذا الأخير بسبب إدمانه .

سبب إدمان المراهقين على الحبوب المهلوسة

أجمع العديد الباحثين في علم الاجتماع على أن أسباب تعاطي التلاميذ للحبوب المهلوسة والمخدرات بصفة عامة راجع إلى الاغراءات التي تعترضهم من خلال وسائل الإعلام والإعلانات التي يروج لها المشاهير من خلال تعاطيهم للمخدرات والحبوب المهلوسة الشيء الذي يأثر سلبا على سلوكيات الشباب، هذا من جهة أم من جهة أخرى نجد أن الشباب في فترة المراهقة يكتشفون فيها ذاتهم  لذا تكون تلك الأوقات معقدة ومربكة في حياة المراهق، ينبغي على الكثير من الشباب التصدي للمشاكل الأسرية وصراعات الصداقة ومشكلات المدرسة والقائمة تطول وتطول، مما يجعلهم يتمردون على كل شيء يغذون غضبهم الداخلي اللاواعي وينجذبون  نحو المخدرات التي ستغذي ذلك الغضب الكامن لديهم، غير أنه في بعض الاوقات  تكون الرغبة في تجربة المخدرات موجودة لإرضاء الفضول. يُخيّل للمراهقين أن أفضل وقت لتجربة المخدرات يكون حال وجودهم وحيدين بالمنزل والخمور متاحة أمامهم، أو أثناء وجودهم مع أصدقائهم في جلسة جماعية، حيث يقنع هؤلاء الشباب أنفسهم غالبا أن مرة واحدة من تناول المخدرات أو الكحول لن تضير، أو يخبرون أنفسهم أن الجميع يفعلون الشيء نفسه، فلا مانع من قيامهم به. في الواقع يقوم هؤلاء الشباب بالكذب على أنفسهم لتبرير سلوكياتهم غير الصحية.

مجهودات أمنية لمحاربة مروجي الحبوب المهلوسة من أمام المؤسسات التعليمية

تعمل الجهات الأمنية بمختلف المناطق المغربية على تكثيف جهودها لمحاربة كافة أنواع المخدراتخاصة أمام المؤسسات التعليمية، حيث تقوم بالقضاء على شبكات ترويج المخدرات من خلال القيام بالحملات التمشيطية التي يسفر عنها اعتقال العديد من المروجين وبحوزتهم كميات مهمة من المخدرات بما فيها الحبوب المهلوسة بمختلف أنواعها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد