الانتخابات الجهوية في إيطاليا.. اليمين ينجح في الاختبار

نجحت الرئيسة الجديدة للحكومة الإيطالية وحلفاؤها في أول اختبار انتخابي لهم. فقد أعيد انتخاب رئيس لومبارديا المنتهية ولايته، أتيليو فونتانا، عضو رابطة الشمال، بأكثر من 50 بالمائة من الأصوات بعد الانتخابات الجهوية التي ن ظمت يومي الأحد والاثنين. كما فاز فرانشيسكو روكا، الذي حظي بدعم جميع أحزاب التحالف اليميني في السلطة، برئاسة جهة لاتسيو، التي كان يحكمها اليسار حتى الآن.
وبهذين الانتصارين، سيطر الائتلاف اليميني على 15 جهة إيطالية من أصل 20، بالإضافة إلى الحكومة المركزية. وسيقود الآن أهم منطقتين في البلاد، وهما لومباردي، القلب الاقتصادي لشبه الجزيرة الإيطالية، ولاتسيو، منطقة العاصمة روما.
ووفقا للتوقعات الأولية، بعد فرز أغلبية الأصوات من قبل معهد إحصاء لفائدة التلفزيون العام (راي)، حصل المرشح اليميني في لومباردي، الحاكم المنتهية ولايته أتيليو فونتانا، عضو رابطة الشمال، على 55 بالمائة من الأصوات، بينما حصل منافسه اليساري على 34 بالمائة.
وفي منطقة لاتسيو، يتقدم اليمين بنسبة 55 بالمائة من الأصوات لصالح فرانشيسكو روكا، الرئيس السابق للصليب الأحمر الإيطالي، مقابل 34 بالمائة لمرشح اليسار، أليسيو داماتو، مسؤول الصحة المنتهية ولايته في المنطقة.
وعلى تويتر كتبت جورجيا ميلوني “مبروك للرئيسين فرانشيسكو روكا وأتيليو فونتانا على فوزهما في الانتخابات الجهوية 2023 (…) هذه النتيجة التي تعزز وحدة اليمين وتقوي عمل الحكومة”. من جانبه كتب ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء: “النصر. شكرا لومباردي، شكرا لاتسيو”.
لكن على خلفية نسبة الامتناع التاريخي عن التصويت، يرى الخبراء أن انتصار اليمين “ليس مكتملا”. ومع مشاركة 40 بالمائة فقط في المنطقتين، مقارنة بـ 66.5 بالمائة في العام 2018 في لاتسيو و73.1 بالمائة في لومباردي، لا يزال العزوف الانتخابي “يهدد الديمقراطية الإيطالية”.
ووفقا لرئيس معهد (Ixè)، روبرتو ويبر، فإن ظاهرة الامتناع عن التصويت “فسيولوجية ولا يمكن إيقافها ما لم يكن هناك تغير جذري للعرض السياسي”.
ويعتبر الخبير السياسي، في مقابلة مع صحيفة (لا كورييري ديلا سيرا)، أن الإيطاليين “يحتاجون إلى نقلة نوعية في الحياة السياسية”، مشيرا إلى أن الانتخابات الأوروبية المقبلة قد تشهد معدل امتناع أعلى عن التصويت.
من جانبه، قال مدير معهد (نوتو) للاستطلاع وعضو اتحاد (OpinioRai)، أنطونيو نوتو، إن الامتناع عن التصويت ه م جميع الأحزاب، مشيرا إلى أنه لم تحصل أي قوة سياسية وطنية على أصوات أكثر من انتخابات شتنبر الماضي.
ووفقا للخبير، كان الانخفاض في المشاركة “حادا”، ومع ذلك، هذا ليس مفاجئا، حيث تم تسجيل هذا التوجه مند بعض الوقت، موضحا أن الامتناع عن التصويت خلال هذه الجولة الانتخابية هو نتاج غير مباشر لحملة قصيرة ومعتدلة، دون مشاركة كبيرة من القادة الوطنيين.
وأضاف نوتو أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد “غير مشجع للناخبين”، مسجلا أنه وفقا لآخر توقعات الاقتصاد الكلي الصادرة عن مكتب الموازنة البرلماني، سيرتفع مؤشر أسعار المستهلك بمقدار 9 نقاط بين هذا العام والعام المقبل، بينما ستستعيد الأجور نقطتين فقط، بعد أن خسرت ما لا يقل عن سبع نقاط العام الماضي، بانخفاض 14 نقطة في القوة الشرائية في ثلاث سنوات.
من جانبه، أشار تقرير حديث لمرصد ديناميات الأجور إلى أن التضخم يؤثر بعمق على الأجور لأنه يتجاوز بكثير الزيادات المخطط لها من قبل الشركات في إيطاليا، مسجلا تدهورا حادا في القوة الشرائية للأسر.
وقال رئيس المرصد، إدواردو سيزاريني، إن “نمو الأجور في إيطاليا معتدل ويوفر زيادات ترجع أساسا إلى سلالم الأقدمية، مما يترك مجالا ضئيلا للاعتراف الاقتصادي بالجدارة”، داعيا إلى إعادة النظر في هذا النموذج.

ومع

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد