عرفت الآونة الأخيرة العديد من الاعتداءات في صفوف النساء من قبل أزواجهم أو الرجال بصفة عامة في الشارع العام الشيء الذي يطرح العديد من التساؤلات حول قيمة المرأة ووضعيتها داخل المجتمع المغربي.
زوج غيور يشوّه وجه زوجته بمنطقة خلاء
وفي تصريح للمصدر ميديا أكدت سيدة و أم لطفل تقطن بمدينة سلا بحي “الواد” على أنها تعرضت لإعتداء شنيع من طرف زوجها الذي هاجمها بواسطة شفرة حلاقة حادة الشيء الذي أفقدها وعيها للوهلة الاولى.
وأضافت زينب على أن الإعتداء أسفر عنه إصابتها بــ 33 غرزة على مستوى وجهها وأن زوجها كانت له نية ذبحها بدافع الشك الذي كان يراوده خاصة عند خروجها للعمل.
وكشفت زينب على أن زوجها استفرد بها في منطقة خلاء بعد أن أوهمها بأنهم سيشدون الرحال إلى بيت أهله واعتدى عليها بواسطة شفرة الحلاقة على مستوى الوجه، و الذراع الشيء الذي استدعى تدخلا طبيا مستعجلا وأحدث لها تشوها عميقا على مستوى الوجه.
الكتاني: قيمة المرأة سقطت بالمغرب بسبب دعاوى المساواة بين كلا الجنسين
أكد الشيخ حسن الكتاني في اتصال بالمصدر ميديا على أن قيمة المرأة داخل المجتمع المغربي سقطت و تزداد سقوطا بسبب دعاوى المساواة بين كلا الجنسين.
وكشف حسن الكتاني أن المرأة كانت معززة و مكرمة على مر التاريخ حيت كان يعتبرها الرجل عرضه ويصونها ويعتبرها أمه وأخته ويفديها بنفسه وروحه وتقام عليها المعارك إذا تمت إهانة كرامتها.
وقال الكتاني :” بسبب تشبهنا بالغرب أصبحنا ندعوا إلى المساواة بين الجنسين في حين أن الإسلام لا يعترف بشيء إسمه المساواة، بل هناك ما يسمى في ديننا بالإنصاف الذي ينصف المرأة ، وأنه إذا أردنا أن نسوي بين الجنسين فالمظلوم والخاسر دائما هي المرأة لأن هذه الأخيرة لا يمكن أن تساوي الرجل في مهماته وواجباته “.
وأكد الشيخ الكتاني على أن الرجل بعد أن كان يتولى مهماته ومسؤولياته أصبح يتكل على المرأة وعلى أموالها وجهودها وبذلك لم يعد يقوى على القيام بواجباته وبحكم أنه فطريا يشعر بالضخامة أصبح يستأسد عليها ويفرض عليها أشياء غير معقولة كأن تعطيه مالها وأن تنفق عليه، الشيء الذي ولّد العديد من المشاكل في عدد من البيوت المغربية وأدى ذلك إلى كثرة الطلاق وانتشار العنوسة واضطهاد المرأة.
اكتشفت خيانته لها واعتدى عليها بالشارع العام
انتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي يوثق لحظة إعتداء شخص على زوجته بواسطة سكين بالشارع العام وأمام مرأى مرتادي أحد المقاهي وذلك بعد أن اكتشفت خياتنه لها مع إحدى الشابات بمدينة الدشيرة .
هذا وبعد تعرضها للإعتداء تم نقلها على وجه العجل إلى المستشفى قصد إخضاعها للعلاجات اللازمة، حيث تسلمت شهادة طبية تحدد مدة العجز لديها في ثلاثين يوما، قابلة للتمديد خاصة وأنها تعرضت لرضوض وجروح جد خطيرة.
كما كشفت الضحية على أنها سبق وأن ضبطت زوجها متلبسا بالخيانة الزوجية رفقة إحدى نادلات أحد مقاهي المدينة حيث تم اعتقاله غير أنها تنازلت عن القضية أمام الوكيل العام للملك.
ملثمون يعتدون بشكل بشع على طالبة و رفيقها بآسفي
تعرضت طالبة رفقة سائق سيارة للنقل للتعنيف و الضرب بعد أن نقلها لمنطقة منطقة أولاد مهاية بمدينة آسفي لإجراء بحث ميداني .
وانتشر مقطع فيديو يظهر من خلاله تعرض الطالبة للإعتداء العنيف من طرف العديد من الأشخاص الملثمين متهمين الطالبة والسائق بأنهما كانا ينويان الاختلاء ببعضهما البعض في رمضان داخل السيارة.
هذا وأثار الفيديو استياء العديد من النشطاء الذين طالبوا بفتح تحقيق في القضية من أجل التوصل إلى هوية المعتدين.
جواد مبروكي: في مجتمعنا الفتاة هي “فريسة أو شيء جنسي” ويمكن للذكر استهلاكها متى شاء
في تصريح له أكد الأخصائي النفسي جواد مبروكي على أن الرجال داخل المجتمع المغربي يمارسون العنف على المرأة سواء داخل البيت أو في الشارع العام، وهذا العنف هو معنوي ونفسي ومادي وجسدي، وهذا العنف في الشارع ما هو إلا امتداد للعنف المنزلي وتعبير للعنف التصوري الذهني الذكوري ضد الاناث.
وقال جواد مبروكي :” في ثقافة مجتمعنا يتم تقديم وتعريف المرأة للذكر ومنذ صغره كَ”عورة” وكَ “بطارية جنسية” ويجب أن لا تخرج إلى الشارع بلباس عادي مثل الذكر لأنها إذا استفزت الغريزة الجنسية الذكورية وإذا وقع حينئذ اعتداء عليها فهذا يعتبر خطأ منها وعليها تحمل المسؤولية، خاصة وأن هذا هو التصور يصنعه الطفل الذكر من تعاليم الأم للفتاة، فيترسخ في ذهن الذكر أن الفتاة هي “فريسة أو شيء جنسي” بامكانه أن يقوم باستهلاكها متى شاء”.
وأضاف الأخصائي النفسي على أنه منبين الأسباب المساهمة في انتشار الظاهرة فإنه يرى على أن المجتمع المغربي هو في مرحلة انتقالية حيث انه يتحول من مجتمع ذكوري الى مجتمع المساواة بين الجنسين، غير أنه لم يفقد بعد صبغته الذكورية والمتمثلة في السيطرة على الأنثى مثلما كان قائما عليه في الماضي.
ويضيف مبروكي :”لا أظن أن هناك حل للقضاء على هذه الظاهرة بسرعة، لأن ما نراه هو نمو ولا بد أن يمر منه التحول الذي يمر عليه المجتمع المغربي، لكن للوقاية يجب تحسيس المجتمع بأهمية المساواة بين النوع ومحاربة الافكار المتطرفة وتغيير البرامج التعليمية والتربوية وهذا امر ليس بهين ويتطلب وقتا طويل لتغيير العقلية الذكورية وحتى الأنثوية”.
أكضيض: الإعتداء على النساء راجع إلى نظام القيم الذي تحلل
وفي تصريح للمصدر ميديا أكد الخبير الأمني محمد أكضيض على أن الاعتداء على النساء من طرف الازواج أو الرجال بصفة عامة راجع إلى نظام القيم الذي تحلل خاصة نظام الاسرة والمجتمع، حيث أن الاسباب الدافعة إلى الاجرام هي عدم بذل الاسرة مجهود في تربية ناشئتها و توجيهها حيث إن الزوج أساس العلاقة الفاشلة في الزواج .
وكشف أكضيض على أن نسب الطلاق ارتفعت بشكل كبير وذلك بطلب من المرأة الشيء الذي يجعلها تتعرض للإعتداء بشكل رهيب حيث تصبح عرضة “للتشرميل” في حين أن طبيعتها لا تقوى على المقاومة .
وكشف أكضيض على أن الجمعيات التي تهتم بشؤون المرأة وتدافع عن حقوقها لا زالت تشتغل بشكل روتيني حيث أنها تستمع للضحية و تتصل بمحامي للدفاع عنها في بعض الحالات ودورها ينتهي.
وأفاد الخبير الأمني في الاتصال ذاته بأن المستوى التعليمي أيضا يلعب دورا في انتشار الاعتداءات حيث أنه معظم الاشخاص الذين اعتدوا على نسائهم ذوي مستويات تعليمية متدنية .
كما أكد أكضيض على ضرورة تسوية القوانين بإعتبارها ليست زجرية بما يكفي لردع كل من سولت له نفسه بأن يعتدي على امرأة كيفما كانت علاقته بها.