يعد الانتحار عن طريق حرق النفس أحد أساليب الانتحار التي يقدم عليها الفرد لوضع حد لحياته عمدا، حيث انتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بالمجتمع المغربي، باعتبارها نوع من أنواع التضحية بالنفس يراد بها لفت الانتباه وهز مشاعر الرأي العام وذلك باستخدام المواد الحارقة كالبنزين أو الكحول يصبها المنتحر على نفسه في مكان عمومي أو ساحة شعبية.
ويشهد المغرب العديد خلال السنوات الأخيرة العديد من حالات الانتحار عن طريق حرق النفس حيث يقدم المنتحرون على حرق أنفسهم أمام مرأى الناس بأمكنة عمومية الشيء الذي يثير مشاعر الرأي العام، بحيث عرفت العديد من المدن المغربية حالات مماثلة وآخرها إقدام فلاح على حرق نفسه أمام مقر الدرك الملكي بجماعة “ويسلان” القريبة من مدينة مكناس، مما تسبب له في حروق متفاوتة الخطورة في أنحاء مختلفة من جسده، نقل على إثرها إلى قسم الحروق بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس.
وعلاقة بالموضوع كشف الأستاذ والباحث في علم الإجتماع أحمد المتمسّك على الانتحار في المغرب يعرف عدة مظاهر كالانتحار شنقا أو رميا من أحد الطوابق، لكن عندما يعطي المعني بالأمر لإنتحاره بعدا احتجاجيا يقدم على الانتحار حرقا من أجل إضفاء البعد الاجتماعي والدرامي على الواقعة .
وأضاف الباحث في علم الإجتماع على أن الشخص الذي يقدم على الانتحار يحرقا يكون لديه أملا في خلق نوع من التغيير وكسب تعاطف الناس ويتعبر هذا هو الشيء الوحيد الذي يميز الانتحار بالحرق عن باقي أنواع الانتحارات .
وكشف أحمد المتمسّك على أن ظاهرة الانتاحر تزايدت خلال الفترة الأخيرة بسبب غياب الأمان لدى الأفراد الشيء الذي يجعلهم يفقدون الأمل في المستقبل ويفكرون بأن المشاكل الكائنة لا حل لها سوى الإقدام على الانتحار.
وحسب دراسة قام بها إيميل دوركهايم حول ظاهرة الانتحار، استنتج أن نسبة الإقدام على الانتحار ترتفع بين الأشخاص ذوي الصلات الاجتماعية الأضعف، بمعنى أن الأفراد المنعزلين والمتقوقعين على ذواتهم هم أكثر الناس عرضة للانتحار، وهذا يرجع لأسباب عديدة ومتنوعة تجعل من الفرد يقدم على فعل الانتحار، كما أوضحت الدراسات العلمية المختلفة أن هناك دلائل علمية قليلة حول الأسباب التي تدفع الإنسان للإنتحار، فالبعض ينتحر نتيجة لمجموعة مختلطة من الأسباب، واخرين يكون سبب قيامهم بذلك إصابتهم ببعض المشاكل النفسية.
وأجمع علماء الدين الإسلامي على أن الانتحار من كبائر الذنوب، مؤكدين على النبي عليه الصلاة والسلام بيّن بأن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به، كما ترك الصلاة على المنتحر عقوبةً له ، وزجراً لغيره أن يفعل فعله ، وأذن للناس أن يصلوا عليه ، فيسن لأهل العلم والفضل ترك الصلاة على المنتحر تأسيّاً بالنبي صلى الله عليه وسلم .